247
تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها
الجزء الثاني في بداوة سيناء
الباب الأول في لغة بدو سيناء وديانتهم ومعارفهم وزراعتهم وصناعتهم وتجارتهم
الفصل الأول في لغتهم
" الدحية "
أما الدحية فهي أعظم تسلية للبدو في باديتهم . فإذا اجتمع البدو للدحية وقف المغنون صفا واحدا وبينهم شاعر أو أكثر يعرف " بالبداع " يرتجل الشعر , وأمامهم غادة ترقص بالسيف تدعى " الحاشية " . فيبدأ المغنون بقولهم " الدحية الدحية " يكررونها مرارا وهم يصفقون بأيديهم ويهزون رؤوسهم . ثم يبدأ البداع بالقول فكلما بدع شطرا من الشعر كرر الكل " الردة " وهي " رايحين نقول الريدة " يكررونها وهم يصفقون بأيديهم ويهزون رؤوسهم وأعطافهم يمينا ويسارا ويتقدمون نحو الحاشية والحاسية تتقهقر أمامهم وهي ترقص رقصهم حتى يصلوا إلى منتهى ساحة اللعب فيقعدون القرفصاء فتقعد الحاشية مثلهم ويغنون برهة , ثم يتقهقر الرجال إلى الوراء رويدا والحاشيو تتبعهم مواجهة لهم حتى يعودوا إلى حيث وقفوا أولا فيعودون إلى الرقص كما بدأوا . والبداع يبدع القول وهم يكررون الرده . وقد يكون بينهم أكثر من بداع واحد فيتناوبون القول إلى انتهاء اللعب . ثم قد يرقص لهم راقصتان أو ثلاث يد الواحدة في يد الأخرى فإذا رقص اثنتان حملت السيف الواقفة على اليمين . وإذا رقص ثلاث حملته الواقفة في الوسط .
قالوا : حضر بداع ظريف دحية فرقصت فيها حاشية رشيقة القد والحركة فعلق بها قلبه فأنشد : ـ
" أنا مجيرك يا الغالي مد أيدك سلم على "
فمدت يدها وسلمت عليه فقال :
" أنا مجيرك يا الغالي تلعب باركان الدحية "
فتحمست ورقصت رقصا بديعا فقال :
" وإن كنت مطيع من زمان رد الركبة مثنية ص 348
فركعت على ركبة ونصف فقال :
" هيدي بروك المخاليف ودي بروك المطية "
فركعت على الركبتين فقال :
" أنا قصدتك يا الحاشي ودي أشوف العطية "
فناولته السيف التي كانت ترقص به فقال :
" والحاشية أعطاني السيف والسيف يقطع يدي
أنا ودي شناف الفضة شرع قبال الكلية "
فنزعت شنافها من أنفها وناولته إياه فقال :
" أنا ودي خاتم الفضة وحطه بأيدي اليمينية "
فنزعت خاتمها الفضة وناولته إياه فأرجعه إليها ومعه قطعة من الفضة وقال :
" هذي عطيتك يالحاشية وهي حرام على
واختم كلامي بمحمد يا مصلين على النبي
محمد يا نور الشرق والسيد نور الغربية
ومن مقاطيع الدحية :
يا معلاني هاوشني من شان طلين غديته
وماك يا نهاز القربة للأجواد مسقيته
وإن جاني الخير عطشان عـ المي ماني معيينته
وإن جاني الخير جيعان من غداي مغديته
وإن جاني الخير زعلان بالخراف مسليته
وإن جاني الخير بردان بطرف القنعة مغطيته
وإن طلب مني الحبة والله ماني معطيته
ومنها : يا حلالي خراف الحبيب مثل السكر عـ الحليب
ومنها : الطويلة بتمشي هز والقصيرة حب الرز
ومنها : الشايب العايب عن الزينات مش تايب ص 349
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق