إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 26 ديسمبر 2014

980 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) تاريخ ابن خلدون المجلد الرابع صفحة 56 - 267 استيلاء الفرنج علي بين المقدس:


980

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

تاريخ ابن خلدون

المجلد الرابع

صفحة 56 - 267


استيلاء الفرنج علي بين المقدس:

كان بيت المقدس قد أقطعه تاج الدولة تتش للأمير سليمان بن ارتق التركماني، وقارن ذلك استفحال الفرنج واستطالهم على الشام، وخروجهم سنة تسعين وأربعمائة، ومروا بالقسطنطينية وعبروا خليجها وخلى صاحب القسطنطينية سبيلها ليحولوا بينه وبين صاحب الشام من السلجوقية والغز فنازلوا اولاً أنْطاكِية فأخذوها من يد باغيسيان، من قواد السلجوقية، وخرج منها هاربا فقتله بعض الأرمن في طريقه، وجاء برأسه إلى الفرنج بأنْطاكِية. وعظم الخطب على عساكر الشام، وسار كربوقا صاحب الموصل فنزل مرج دابق واجتمع إليه دقاق بن تتش، وسليمان بن ارتق، وطغتكين أتابك صاحب حمص، وصاحب سنجار، وجمعوا من كان هنالك من الترك والعرب، وبادروا إلى أنْطاكِية لثلاثة عشر يوماً من حلول الفرنج بها.وقد اجتمع ملوك الفرنج ومقدمهم بنميد، وخرج الفرنج وتصادموا مع المسلمين، فانهزم المسلمون وقتل الفرنج منهم ألوفا، واستولوا على معسكرهم، وساروا إلى معرة النعمان، وحاصروها أياما، وهربت حاميتها، وقتلوا منها نحوا من مائة ألف، وصالحهم ابن منقذ على بلده شيزر، وحاصروا حمص فصالحهم عليها جناح الدولة، ثم حاصروا عكة فامتنعت عليهم، وأدرك عساكر الغز من الوهن ما لا يعبر عنه فطمع أهل مصر فيهم، وسار الأفضل بن بدر بالعساكر لاسترجاع بيت المقدس فحاصرها، وبها سقمان، وأبو الغازي ابنا ارتق، وابن أخيهما ياقوتي وابن عمهما سوتج، ونصبوا عليها نيفا وأربعين منجنيقاً، أقاموا عليها نيفا وأربعين يوما ثم ملكوها بالأمان في سنة تسعين.وأحسن الأفضل إلى سقمان وأبي الغازي ومن معهما، وخفى سبيلهم، فسار سقمان إلى بلد الرها وأبو الغازي إلى بلد العراق، وولى الأفضل على بيت المقدس، ورجع إلى مصر ثم سارت الفرنج إلى بيت المقدس وحاصروه نيفا وأربعين يوما، ونصبوا عليه برجين، ثم اقتحموها من الجانب الشمالي لسبع بقين من شعبان، واستباحوها أسبوعا، ولجأ المسلمون إلى محراب داود عليه السلام، واعتصموا به، إلى أن استنزلهم الفرنج بالأمان، وخرجوا إلى عسقلان، وقتل بالمسجد عند الشجرة سبعون الفاً، واخذوا من المسجد نيفاً وأربعين قنديلا من الفضة، يزن كل واحد منها ثلاثة آلاف وستمائة، وتنورا من الفضة يزن أربعين رطلا بالشامي، ومائة وخمسين قنديلا من الصفر، وغير ذلك مما لا يحصى. وأجفل أهل بيت المقدس وغيرهم من أهل الشام إلى بغداد، باكين على ما أصاب الإسلام ببيت المقدس من القتل والسبي والنهب. وبعث الخليفة أعيان العلماء إلى السلطان بركيارق وإخوته محمد وسنجر، بالمسير إلى الجهاد فلم يتمكنوا من ذلك، للخلاف الذي كان بينهم. ورجع الوفد مؤيسين من نصرهم. وجمع الأفضل أمير الجيوش بمصر العساكر، وسار إلى الفرنج فساروا إليهم وكبسوهم على غير أهبة فهزموهم. وافترق عسكر مصر، وقد لاذوا بخم الشعراء هناك فأضرموها عليهم ناراً فاحترقوا وقتل من ظهر، ورجع الفرنج إلى عسقلان فحاصروها حتى أنزلوا لهم عشرين ألف دينار فارتحلوا.



يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق