969
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
تاريخ ابن خلدون
المجلد الرابع
صفحة 56 - 267
أخبار القضاة
كان النُعمان بن محمد بن منصور بن أحمد بن حيُّون في خطة القضاء للمعزّ بالقيروان. ولما جاء إلى مصر أقام بها في خطة القضاء إلى أن توفي، وولي ابنه عليّ، ثم توفي سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، فولّى العزيز أخاه أبا عبد الله محمداً، خلع عليه وقُلّده سيفاً. وكان المعز قد وعد أباه بقضاء إبنه محمد هذا بمصر، وتمّ في سنة تسع وثمانين أيام الحاكم. وكان كبير الصيت، كثير الإحسان، شديد الاحتياط في العدالة فكانت أيامه شريفة. ووليَ بعده ابن عمه أبو عبد الله الحسين علي بن النعمان أيام الحاكم،
ثم عزل سنة أربع وتسعين، وقتل وأحرق بالنار، ووليَ مكانه ملكة بن سعيد الفارقيّ إلى أن قتله الحاكم سنة خمس وأربعمائة بنواحي القصور، وكان عالم المنزلة عند الحاكم ومداخلاً له في أمور الدولة، وخالصة له في خلواته. وولّى بعده أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي العوّام. واتصل في آخرين إلى آخر دولتهم، كان كثيراً ما يجمعون للقاضي المظالم والدعوة، فيكون داعي الدعاة، وربما يفردون كلاًّ منهما. وكان القاضي عندهم يصعد مع الخليفة المنبر مع من يصعده من أهل دولته عندما يخطب الخلفاء في الجمع والأعياد.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق