إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 2 مايو 2014

1424 قصة الحضارة ( ول ديورانت ) قصة الحضارة -> بداية عصر العقل -> صراع العقائد على الس -> الصراع على فرنسا -> القوى المتنافسة الفصل الثالث عشر الصراع على فرنسا 1559-74 1- القوى المتنافسة



1424


قصة الحضارة ( ول ديورانت )

 قصة الحضارة -> بداية عصر العقل -> صراع العقائد على الس -> الصراع على فرنسا -> القوى المتنافسة

الفصل الثالث عشر


الصراع على فرنسا


1559-74


1- القوى المتنافسة


الإنسان حيوان منافس مادام يخشى الخطر أو يذكر افتقاره إلى الأمن. كذلك حال الجماعات والطبقات والأمم والأجناس التي تفتقد شعور الأمن. فهي تتنافس بذات الحرص الذي يتنافس به الأفراد المؤلفة منهم، وبعنف أشد، لأنها أقل تقيداً بالقانون، وتمتعا بالحماية، ان الطبيعة تدعو جميع الكائنات الحية إلى العراك. وفي حمى الصراع الأوربي بين حركة الاصلاح البروتستنتي (1517) وصلح وستفاليا (1648) استخدم هذا التنافس الجماعي الدين ستاراً وسلاحاً لتحقيق الأهداف الاقتصادية أو المآرب السياسية. فلما ألقى المحاربون سلاحهم بعد قرن من النضال، احتفظت المسيحية ببقائها وسط الخرائب بشق الأنفس.
كانت فرنسا أول من عانى وأول من أفاق، فقد كانت »حروبها التي خاضتها من 1562 إلى 1594 بالنسبة لها ما ستكونه حرب الثلاثين (1618-48) بالنسبة لألمانيا، والحروب الأهلية (1642-48) بالنسبة لإنجلترا. ذلك أنه عند موت هنري الثاني في صراع مؤسف (1559) وارتقاء ابنه البالغ من العمر خمسة عشر ربيعاً العرش باسم فرنسيس الثاني، كانت الأمة على شفا الإفلاس من جراء النزاع الطويل بين آل هابسبورج وملوك فالوا. كان مجموع ايراد الدولة السنوي أنئذ 12.000.000 جنيه وبلغ الدين الأهلي43.000.000. وتخلفت رواتب كثير من الحكام المحليين أربع سنوات، واستحال اقناع الشعب الفرنسي بدفع الضرائب(1). وترددت ليون في الفوضى الاقتصادية عام 1559 إثر انهيار مالي مفاجئ. وكان من أثر تدفق فضة أمريكا وذهبها إلى فرنسا بطريق أسبانيا والبرتغال


?
    صفحة رقم : 9871    


أن هبطت قيمة العملة، وتضخمت الاسعار، وانطلق سباق شرس بين الأجور والأسعار لم يفد منع غير الرأسماليين العليمين ببواطن الأمور والمنشغلين بالمضاربات. وحاولت الحكومة عام 1567 وعام 1577 أن تسن القوانين لتحديد أقصى الأسعار والأجور، ولكن التزاحم الاقتصادي طغى على القوانين(2)، واستشرى التضخم، ربما باعتباره طريقة غير دينية لدفع نفقات الحروب الدينية. أما المنظمة الغنية الوحيدة في الدولة فكانت الكنيسة الكاثوليكية التي انضوى تحت لوائها 94.000 من رجال الدين (في عام 1600) ، و 80.000 راهبة، و 70.000 راهب أو أخ، و 2.500 يسوعي، وملكت الكاتدرائيات المهيبة، والأسقفيات الفخمة، والأراضي الشاسعة المثمرة، لقد كان ثلث ثروة فرنسا-وقيل ثلثاها- ملكاً للكنيسة(3). وتوارت خلف الحروب الدينية تلك الرغبة في الاحتفاظ بهذه الثروة الكنسية أو الحصول عليها,
وواتى الحظ الكنيسة بارتقاء شارل دجيز منصب كبير وزراء فرنسيس الثاني، وكان قد نصب كردينالا للورين وهو لا يتجاوز الخامسة والثلاثين. وقد أخذ الأموال من آل جيز لقبهم هذا من قلعتهم القريبة من لاون، ولكن مقرهم الرئيسي كان في اللورين، التي لم تندمج في فرنسا إلا مؤخراً. أما الكردينال فكان رجلاً وسيم الطلعة، حاضر الذكاء، مهذب المسلك، إدارياً قديراً، يملك ناصية البلاغة في اللاتينية والفرنسية والإيطالية، ولكن شغفه بالمال والسلطان، ونفاقه المصقول، وتحفزه لاضطهاد الخوارج والانتقام من المعارضين، وخفضه الجريء نفقات الحكومة-كل هذا خلق له أعداء في كل طبقة تقريبا. وكان أخوه الكبر، فرنسيس دوق جيز، قد اكتسب سمعة في الاستراتيجية وميادين القتال، وأصبح الآن وزيراً للحربية، ولكن إفلاس البلاد كان يتطلب السلام، لذلك كان على فرنسيس أن يشبع أطماعه في تبطر مثير، فعشق مظاهر العظمة، والثياب الفاخرة، والعرض الفروسي، ولكن آدابه الملوكية وكياسته ومسلكه


?
    صفحة رقم : 9872    


الشخصي-كلها جعلت منه معبود فرنسا الكاثوليكية. ولم يكن يطيق الهرطقة، فرأى استئصال شأفتها بالقوة(4)-وكان هو وأخوه على يقين من أن الكنيسة ستشرف لا محالة على الفناء إذا اعتنقت فرنسا البروتستنتية كما اعتنقتها ألمانيا وإنجلترا، وان فرنسا ستفقد تلك الحماسة الدينية التي دعمت من قبل نظامها الاجتماعي ووحدتها القومية. وفي سبيل الدفاع عن ايمانها وسلطانهما تحدى الأخوان جيز الكثير من المخاطر، ولقيا حتفهما قبل الأوان، وشاركا تبعة إيذاء فرنسا وتعذيبها.
لم يعد الهيجونوت أقلية ضئيلة عاجزة من الفرنسيين البروتستنت يقودهم ويلهمهم كالفن من جنيف، بل ثورة عقائدية واجتماعية واسعة الانتشار على الكنيسة. وقد قدرهم كالفن بعشر الشعب الفرنسي عام 1559(5). وقدر ميشليه إن عددهم تضاعف عام 1572(6). كان لهم مراكز في كل إقليم من دوفيني إلى بريتني، ولا سيما في الجنوب الغربي من فرنسا، حيث استؤصلت في الظاهر هرطقة الألبيجنس قبل ثلاثة قرون. فعقدوا اجتماعاتهم للصلاة برغم قوانين الخطر التي أصدرها فرنسيس الأول وهنري الثاني، وعاشوا على العظات الجادة التي تبشر بالجبرية، وأصدروا الكتيبات النارية حول مفاسد الكنيسة وعسف الأخوين جيز، وعقدوا مجمعاً عاماً في باريس (26 مايو 1559) تحت سمع الملك وبصره. لقد أعلنوا ولاءهم للملكية الفرنسية، ولكنهم نظموا الأقاليم التي سادوها وفق الأساليب الجمهورية. وصاغوا لهم ما تصوغه أية أقلية مضطهدة من ايدلوجية مؤقتة للحرية، ولكنهم وافقوا الكاثوليك على أن من واجب الدولة أن تفرض »الدين الحق« على فرنسا كلها. وكانت نظريتهم الخلقية أكثر صرامة من ناموس خصومهم الذي تراخى مع الزمن، فاجتنبوا الرقص، والثياب البهية، والمسرح، ونددوا ساخطين بأخلاق القصر، حيث »الرجال لا يغرون النساء« بل النساء يغرون الرجال(7) كما قالت جان دالبير لابنها.


?
    صفحة رقم : 9873    


أما الملكة الأم، كاترين دي ميدتشي، فرأت أن الدين عند الفريقين »إن هو إلا ستار لا نفع له إلا إخفاء الأحقاد والضغائن، ومع ذلك فقلوبهم لا تنطوي على شئ أضأل من الدين(8). ولعلها قست في حكمها هذا، ولكن ما من شك في أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية كانت تكمن خلف الصراع الديني؛ وثبت الفلاحين على الكثلكة، ولم يكن لهم مصلحة في هذا النزاع، ولم يجدوا جبرية صارمة كالبروتستنتية بديلاً يعوضهم عن الأساطير المعزية وملطفات الأعياد التي أتاحتها لهم عقيدتهم القديمة. أما البرولتاريا، الصغيرة عدداً الكبيرة بروح الثورة، فقد نددت برؤسائها واستمعت في تعاطف إلى صوت »الإصلاح« لأنه يعد ببعض التغيير، وكما حدث في إنجلترا اللورد والبيورتان وألمانية حرب الفلاحين، كذلك أصبح الإنجيل هنا كتاب الثورة(9). كذلك استمعت الطبقات الوسطى إلى الوعاظ الأجرياء الذين دربتهم جنيف وبعثتهم إلى فرنسا. وأما رجال الأعمال الذين التقوا في الأسواق الكبيرة بالأثرياء من الألمان والانجليز والسويسريين فقد لاحظوا الحلف الناجح بين هؤلاء التجار وبين الحكام البروتستنت والأفكار البروتستنتية. لقد طالما كابدوا الإهانات تحت سلطان الأساقفة والبارونات الذين احتقروا التجارة وارتبطوا بعادات الاقطاع. وسرهم وأثار حسدهم ما علموه من عطف كالفن على دنيا المال والأعمال، ومن إشراكه العلمانيين في رقابة الأخلاق والأشراف على الكنيسة. وقد كرهوا ثراء الكنيسة وعشورها، وغاظتهم المكوس الاقطاعية المفروضة على التجارة. ولم يستطيعوا ان يغتفروا للملكية اخضاعها الكومونات البلدية للحكومة المركزية بعد أن ظلت قروناً حكراً سياسياً لهم(10). وحتى أصحاب المصارف رضوا عن الهيجونوت الذين لم يحتقروا تقاضي الفائدة على المال، وهو الأمر الذي استنكرته الكنيسة منذ زمن سحيق، وأن اغضت عنه مؤخراً بعين لاهوتية وقور.
وكان كثيرون من النبلاء يعتنقون قضية الثوار، لأنهم هم ايضاً لم يرتضوا


?
    صفحة رقم : 9874    


مركزة السلطة في دولة موحدة. ولا بد أنهم سمعوا بأمراء الاقاليم الألمان الذين استطاعوا بتحالفهم مع البروتستنتية أن يتحدوا الأباطرة والبابوات، والذين أثروا من غنائم الكنيسة، إذن فما الذي يحول دون استخدام هؤلاء الهيجونوت البواسل أداة جاء أوانها لتهذيب الملك واخضاعه؟ لقد كان النبلاء يهيمنون على حقول فرنسا ومحاصيلها وفلاحيها، وينظمون فرقها العسكرية ويقودونها، ويسيطرون على حصونها، ويحكمون أقاليمها، فلو أن حركة الاصلاح كسبت طبقة النبلاء لدعمت ظهرها بقوة منتشرة في الأمة كلها. وقد نبه كردينال اللورين هنري الثاني عام 1553 إلى أن النبلاء ينحازون إلى صف الهيجونوت. فلم يحل عام 1559 حتى كان النبلاء في نورمانديا، وبريتني، وبواتو، وأنجو، ومين، وسانتونج، يتزعمون ثورة الهيجونوت علانية.
لم تغتفر أسر البوريون المعتزة بنفسها لأسرة فالوا الحاكمة أنها دفعت شارل دوق بوربون إلى الخيانة والموت قبل الأوان (1527)، ولا استطابوا إقصاءهم عن الحكم على يد آل جيز المتعصبين لقومهم، والذين اعتبروهم أغراباً أصلهم من اللورين الذي كان ألمانياً أكثر منه فرنسياً. لقد كان لويس الأول البوربوني، أمير كونديه، سليلا للملك لويس التاسع، يجري في عروقه الدم الملكي، وتسمو مرتبته فوق مرتبة الأخوين جيز، وقد انضم إلى الهيجونوت، ومات في محاولته الوصول إلى السلطة على جناح عقيدتهم. أما أخوه انطوان البوربوني، ملك نافار لقبا-والذي لا يحكم فعلاً غير إقليم بيارن في جنوب فرنسا الغربي-فقد انحاز حيناً إلى صف الهيجونوت، متأثراً إلى حد كبير برأي زوجته جان دالبير. وكانت جان الابنة المناضلة لأم رقيقة هي مارجريت النافارية، التي احتفظت في الظاهر بكثلكتها إحتراماً لأخيها فرنسيس الأول، ولكنها بسطت حمايتها على كثيرين من المهرطقين والهيجونوت... وكما أن الأم مثلت النهضة في حبها للحياة والشعر، فكذلك مثلت جان دور النساء في الإصلاح البروتستنتي الفرنسي


?
    صفحة رقم : 9875    


وخلقهن-غيورات في دينهن إلى حد التعصب، يربين أطفالهن ويكرسنهم ليواصلوا الحرب المقدسة حتى الموت أو النصر. وقد أنشأت ولدها الشهير الذي عرف فيما بعد بهنري الرابع، على كل فضيلة إسبرطية وبيوريتانية، ولم يفسح لها في الأجل حتى تراه يرتد إلى مرح النهضة المنحل. ولا بد أنها لأعجبت أشد الإعجاب بجاسبار دكوليني، فقد جمع في شخصه كل مثلها الأعلى: إنسان شريف لقباً وخلقاً، وزعيم حصيف وفيّ لقضية الهيجونوت، وجندي ورجل دولة صارم أخزت مناقبه خيانات البلاط المتوارية خلف طلاء زائف.
كان كالفن قد حذر أتباعه الهيجونوت من المقاومة العنيفة للحكومة(11). ولكن صبرهم عيل تحت وطأة الاضطهاد. ذلك أن هنري الثاني كان قد أمر جميع القضاة بأن يحكموا بالإعدام على كل البروتستنت المتشبثين بعقيدتهم (يونيو 1559). ثم جدد فرنسيس الثاني هذا الأمر بتحريض من الأخوين جيز، وأضاف إليه أمراً بهدم جميع المباني التي تعقد فيها اجتماعات دعاة الإصلاح البروتستنتي، وأمراً بإعدام الأشخاص، وحتى الأقرباء، الذين يؤوون مهرطقاً محكوماً عليه، أو يقصرون في إبلاغ الحكام عنه. وفي الشهور الخمسة الأخيرة من عام 1559 أحرق ثمانية عشر شخصاً أحياء لتماديهم في الهرطقة، أو لرفضهم حضور القداس أو تناول القربان الكاثوليكي. وفر مئات من الهيجونوت الفرنسيين إلى جنيف حيث آواهم كالفن. أما الذين بقوا في فرنسا فقد بدأوا ينظمون أنفسهم لخوض الحرب الأهلية.
وفي 23 ديسمبر 1559 أحرقت آن دبور لأنها اجترأت في »برلمان« باريس على إدانة الاضطهاد بسبب الهرطقة. وبعد هذا بقليل خنق جاسبار وهو في قصر فانسين الريفي بأمر الأخوين جيز، وتآمر زوج أخته، جودفروا دباري، سيد إقليم رنودي، مع الأشراف وغيرهم على اعتقال الأخوين جيز وعزلهما بهجوم مباغت يقومون به في أمبواز، واكتشف


?
    صفحة رقم : 9876    


كردينال اللورين المؤامرة، فجرد جنده وقهر المتآمرين وقبض عليهم، ثم شنق بعضاً، وقطع رؤوس بعض، ووضع بعضاً في زكائب وقذف بهم في اللوار. جاء في سجل أخبار معاصر »لا شئ غير شنق الناس أو إغراقهم طوال شهر بأكمله، حتى غطت الجثث نهر اللوار« (مارس 1560)(12). ودعي كونديه للمثول أمام المحكمة الملكية ليجيب عن تهم الاشتراك في المؤامرة، فذهب وأنكر التهم، وتحدى كل من يتهمه بالإحكام إلى السيف، ولم يقدم أي دليل ضده، فأخلى سبيله.
وأزعجت كاترين »فتنة أمبواز« هذه، وعلو مكانة المتآمرين، ووحشية قمع الحركة، وحمى الثأر التي أججت سخط الهيجونوت والنبلاء، فأقنعت الملك الضعيف والأخوين جيز، الكارهين لرأيها هذا، باتاحة الفرصة لتجربة التسامح. ودعت ميشيل دلوبيتال ليتقلد منصب المستشار (مايو 1560) وطلبت إليه ان يهدئ من هياج فرنسا. وكان ميشليه قد تعلم خلال طلبه العلم في إيطاليا أن يكون إنسانياً لا دجماطياً، وقد عامل الكاثوليك والبروتستنت خلال توليه القضاء الإقليمي في فرنسا معاملة المساواة في الشفقة والاعتبار. لذلك اقترح الآن على البرلمان نفس الآراء التي أفضت إلى حرق دي بور: »كل إنسان صنع ديناً لنفسه، ولكن بعض الناس... يودون أن يقبل دينهم هم ويطارد دين غيرهم... فعلينا أن نترفق بعضنا ببعض، وأن نخترع طريقة للعيش معاً(13) وعملاً بنصيحته دعت كاترين مجلساً للأعيان يتألف من الكاثوليك والبروتستنت، انعقد في فونتنبلو في 21 أغسطس 1560. وقدم كوليني في المجلس إلتماساً للملك مرفوعاً من الهيجونوت أكدوا فيه ولاءهم له، ولكنهم طلبوا حرية العبادة كاملة ودعا بعض الأساقفة إلى الإعتدال من الطرفين، وحضوا الاكليروس على أن يصلحوا من أخلاقهم. وقرر المجلس أن المشاكل التي ينطوي عليها بحثه تقتضي دعوة مندوبين من كل الطوائف والطبقات في فرنسا. فأمر الملك بعقد مجلس الطبقات هذا في 10 ديسمبر، وحظر أثناء ذلك أي


    صفحة رقم : 9877    

محاكمات على تهمة الهرطقة حتى يفصل المجلس الجديد في أسباب الخلاف الأساسية التي تحدث الانقسام والفرقة في البلاد.
أما البوريون الهيجونونت فقد رفضوا حضور مجلس الأعيان مخافة أن يقبض عليهم، وإذا تشكك أمير كونديه وانطوان دبوربون في إمكان التوفيق، فإنهما تآمرا لجمع جيش وإقامة دولة مستقلة تتخذ ليون عاصمة لها. ولكن الحكومة اعترضت طريق أحد سعاة كونديه، وفضحت أوراقه المؤامرة، فقبض على كونديه، وحوكم، وحكم عليه بالاعدام في 10 ديسمبر. واستعاد الأخوان جيز سلطتهما الدكتاتورية.
وإذا الموقف يتغير فجأة يموت فرنسيس الثاني (5 ديسمبر) وهو بعد في السادسة عشرة، فخلفه أخوه شارل التاسع في تقلد سلطته رسمياً، ولكن لما كان لا يتجاوز العاشرة، فقد قبل وصاية أمه، التي انضمت الآن إلى اليزابيث ملكة إنجلترا، وفليب الثاني ملك أسبانيا، في توجيه الفوضى الأوربية نحو تحقيق مأربهم المتضاربة.

    صفحة رقم : 9878    

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق