إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 1 مايو 2014

1370 قصة الحضارة ( ول ديورانت ) قصة الحضارة -> بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلت -> ماري ملكة اسكتلندة -> الملكة الجنِّية الفصل الخامس ماري ملكة إسكتلندة 1542 - 1587 1- الملكة الجنية





1370


قصة الحضارة ( ول ديورانت )

 قصة الحضارة -> بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلت -> ماري ملكة اسكتلندة -> الملكة الجنِّية

الفصل الخامس


ماري ملكة إسكتلندة


1542 - 1587


1- الملكة الجنية


وسط المسرحية المتشابكة، مسرحية الإصلاح الديني في إسكتلندة مع السياسة في عصر إليزابث، جرت مأساة ماري ستيوارت، بكل ما فيها من سحر الجمال والحب المشبوب والصراع الديني والسياسي، والقتل والثورة والموت البطولي، وكاد أسلافها، أن يؤكدوا لها خاتمة عنيفة. وكانت ابنة ستيوارت الخامس ملك إسكتلندة وماري أميرة جيز واللورين وفرنسا. وحفيدة مرجريت تيودور ابنة هنري السابع ملك إنجلترا، ومن ثم كانت بنت أخت ومن باب التساهل- بنت عمة، "ماري اللعينة" وإليزابث، وكانت بإجماع الآراء الوريثة الشرعية للتاج الإنجليزي، إذا توفيت إليزابث دون عقب، وفي رأي هؤلاء الذين اعتبروا إليزابث ابنة زنى، ومن ثم غير مؤهلة للملك- مثل الكاثوليك (وهنري الثامن في وقت ما)، أنه كان لا بد أن ترتقي عرش إنجلترا 1558، ماري ستيوارت لا إليزابث. ولتصبح المأساة يقيناً، أباحت ماري، عندما أصبحت ملكة فرنسا (1559)- نقول أباحت لأتباعها ولوثوق الدولة أن يلقبوها ملكة إنجلترا. فثمة ادعاء فارغ ساد منذ أمد طويل بأن يكون ملوك فرنسا ملوكاً على إنجلترا أيضاً، كما يكون ملوك إنجلترا بدورهم ملوكاً على فرنسا، ولكن الادعاء في هذه الحالة قارب حقاً معترفاً به بصفة عامة. وما كان لإليزابث أن تطمئن على تاجها طالما بقيت ماري على قيد الحياة. وما كان ينقذ إلا النيات الطيبة أو النظرة الصائبة للأمور، ولكن الملوك قل أن يطأطئوا رءوسهم إلى هذا الحد.


وعرضت المملك على ماري، في مدة سنة من ولادتها. فقد جعلها موت أبيها في بحر أسبوع من مولدها، ملكة إسكتلندة، واقترح هنري الثامن، أملاً منه في ضم إسكتلندة كمقاطعة ملحقة بإنجلترا-اقترح أن تخطب الطفلة إلى ابنه إدوارد وترسل إلى إنجلترا، وتتربى فيها، مع افتراض أن تكون بروتستانتية، لتكون ملكة مع ابنه إدوارد. ولكن بدلاً من هذا، قبلت أمها الكاثوليكية عرض هنري الثاني ملك فرنسا (1548) أن تزوجها لأكبر أبنائه (الدوفين). وحماية لماري من اختطافها إلى إنجلترا. أسرعوا بها وهي في سن السادسة إلى فرنسا، حيث بقيت هناك ثلاثة عشر عاماً، وتلقت العلم مع أولاد الأسرة المالكة، وتأصلت فيها الروح الفرنسية تماماً، حيث كانت نصف فرنسا بحكم الدم. ولما نضجت واكتمل شبابها، تجلت كل مفاتن الأنوثة في جمال القسمات والقوام، وحدة الذهن، والكياسة المرحة في السلوك والحديث، وغنت غناء عذباً، وعزفت على العود عزفاً جيداً، وتحدثت باللاتينية، وكتبت شعراً تكلف الشعراء إطاره، وخفقت قلوب الحاشية "لرؤية وجهها النقي الناصع البياض كالثلج" (برانتوم(1)) "وشعرها المقصوص المضفر" (رونسار(2))، ورشاقة يديها النحيلتين، وصدرها الممتلئ. وحتى أن لوبيتال الوقور الرزين ذهب إلى أن مثل هذا الجمال لا يمكن إلا أن يكون لأحد الآلهة.(3) وأصبحت أكثر الشخصيات جاذبية وأعظمها كياسة في أكثر بلاط أوربا تهذيباً وصقلاً. ولما بلغت السادسة عشرة تزوجت ولي عهد فرنسا (الدوفين) في 24 أبريل 1558. وما أن بلغت السابع عشرة، حتى أصبحت، بارتقائه العرش، ملكة على فرنسا. ويبدو أن كل آمال حلم خيالي قد أصبحت حقيقة.
ولكن في 5 ديسمبر 1560 مات فرانسوا الثاني (زوجها) بعد حكم دام سنتين. وفكرت ماري التي باتت أرملة وهي في سن الثامنة عشرة، في أن تأوي إلى ضيعة في تورين، لأنها أحبت فرنسا. ولكن إسكتلندة في تلك الأثناء تحولت إلى البروتستانتية، وكانت على شفا ضياعها من فرنسا بوصفها حليفة. ورأت الحكومة الفرنسية أن من واجب ماري أن تذهب إلى أدنبرة، وتقود وطنها الأصلي إلى التحالف مع فرنسا، وإلى العقيدة الكاثوليكية من جديد. وارتضت ماري كارهة أن تترك



مباهج المدنية الفرنسية ورفاهيتها، لتعيش في إسكتلندة التي تصورتها أرض الهمجية والبرودة. وكتبت إلى زعماء الأشراف مؤكدة إخلاصها لإسكتلندة، ولكنها لم تذكر لهم أنها في عقد زواجها، حولت ملك إسكتلندة إلى ملوك فرنسا إذا توفيت دون عقب. وافتتن بها النبلاء، البروتستانت منهم والكاثوليك على حد سواء، ودعاها برلمان إسكتلندة لتتبوأ عرشها. وطلبت إلى إليزابث امتياز المرور بأمان عبر إنجلترا، فرفض طلبها، فأبحرت ماري من كاليه في 14 أغسطس 1561، مودعة فرنسا بالدموع، محدقة في الشاطئ الذي يتراجع من خلفها، حتى لم يبق أمامها شيء إلا البحر.
وبعد خمسة أيام ألقت السفينة مراسيها في "ليث" ثغر أدنبرة واكتشفت ماري اسكتلندة.


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق