1362
قصة الحضارة ( ول ديورانت )
قصة الحضارة -> بداية عصر العقل -> ابتهاج غامر في إنجلت -> على سفوح بارناسوس -> كرستوفر مارلو
6- كرستوفر مارلو
1564 - 1593
لم يجن كتاب المسرح من الربح قدر ما جنى الممثلون، ذلك أنهم باعوا رواياتهم دون تحفظ إلى الفرق المسرحية لقاء مبلغ يتراوح بين 4 و8 جنيهات، ولم يحتفظوا بحقهم في المخطوطة أي في أصل الرواية، وحظرت الفرقة عادة نشر النص لئلا تستخدمه فرقة منافسة. وسجل كاتب الاختزال الرواية أحياناً في الوقت الذي تمثل فيه. وربما أصدر صاحب المطبعة من هذا التسجيل طبعة مسروقة محرفة لا يصيب المؤلف منها إلا ضغط الدم الشديد. ولم تحمل مثل هذه الطبعات دوماً اسم المؤلف ومن ثم، فان الروايات مثل Arden Of Faversham، (1592) عمرت عدة قرون دون أن تحمل اسم مؤلفها.
وبعد 1590 عاش المسرح الإنجليزي على روايات لها بعض القيمة، ولو أن عدداً قليلاً منها فقط الذي عمر لأكثر من يوم. وزخرف جون ليلي ملهياته بأغان شعبية ساحرة فقد مهد السحر الرقيق في روايته Endymino لرواية "حلم منتصف ليلة صيف".
وربما تبادلت رواية روبرت جرين "Friar Bacon and Friar Bungay"، (1598) التي عالجت عجائب السحر، نقول ربما تبادلت الفكرة مع رواية مارلو "دكتور فاوست" (1588؟-1592؟). وروت "المأساة الأسبانية" لتوماس كد (1859؟) قصة قتل دامية كادت لا بقي على أحد في النهاية، وأوحى نجاحها إلى كتاب الرواية في عصر إليزابث ودفعهم إلى منافسة القواد والأطباء في سفك الدماء. وهنا، كما هو الحال في هملت نجد "شبحاً" يطالب بالثأر، كما نجد رواية داخل رواية.
وعمد كريستوفر مارلو قبل تعميد شكسبير بشهرين اثنين، وهو ابن صانع أحذية في منتربري، ومن ثم فانه ما كان ليحظى بالتعليم الجامعي لولا أن رئيس الأساقفة باركر قدم له منحة دراسية. وطوال سني دراسته بالكلية استخدمه سير فرانسيس ولسنهام جاسوساً للتحري عن أية مؤامرات ضد الملكة. ولقد زعزعت دراسته لآداب الإغريق والرومان من عقيدته الدينية، كما أضفى إطلاعه على أراء مكيافللي على تشككه اتجاها إلى المذهب الكلبي (السخرية). وانتقل إلى لندن بعد الحصول على درجة الأستاذية (1587)، وأقام في غرفة مع توماس كد، وانضم إلى حلقة المفكرين الأحرار التي تزعمها رالي وهاريوت. ورفع ريتشارد بارنز-أحد عمال الحكومة-إلى الملكة في 3 يونية 1589 تقريراً جاء فيه أن مارلو كان قد أعلن أن أول أصل في الدين لم يكن إلا إبقاء الناس في رعب وفزع..وان المسيح كان ابن زنى... وأنه إذا كان ثمة ديانة حقه فهي الكاثوليكية، لأن عبادة الله تقوم على المزيد من الطقوس، وأن جميع البروتستانت حمير مراءون منافقون... وأن العهد الجديد (الإنجيل) كله مكتوب بشكل قذر بذيء. ويضيف بارنز "ثم أن مارلو هذا... في كل اجتماع يحضره تقريباً... يحرض الناس على الإلحاد، ويريدهم ألا يخشوا "البع بع" والغيلان، مزدرياً كل الازدراء الرب ورسله(50)." كما أن بارنز (الذي أعدم شنقاً في 1594 لفعلة شائنة) أضاف- ليحكم التدبير- أن مارلو دافع عن اللواط(51)، ووصف روبرت جرين في دعوته أصدقائه إلى الصلاح، وهو على فراش الموت، نقول "وصف مارلو بأنه
ميال إلى التجديف والإلحاد(52) وقرر توماس كد- وقد قبض عليه في 12 مايو 1593- تحت تأثير التعذيب، أن مارلو كان مارقاً مدمناً للخمر، قاسي القلب"، معتاداً على "السخرية من الكتب المقدسة" و"الإستهزاء بالصلوات(53)".
وقبل أن تصل هذه التقارير إلى الحكومة بوقت طويل، كان مارلو قد كتب وأخرج للمسرح روايات تشير إلى كفره وشكوكه في الكتب الدينية. ومن الواضح أنه ألف Tamburlaine The Great في الكلية وانه أخرجها في عام تخرجه، وإن تمجيدها للمعرفة والعلم والجمال والقوة ليكشف عن مزاج الشاعر المصطبغ بمبادئ فاوست (فيلسوف يبيع نفسه للشيطان مقابل حصوله على العلم والمعرفة).
إن نفوسنا التي تستطيع بما أوتيت من مواهب
أن تدرك عجيب صنع العالم،
وتقيس مدار كل كوكب سيار،
ولا تزال تصعد وراء المعرفة اللانهائية،
وتنتقل دائماً مثل الأجرام التي لا يقر لها قرار
تريدنا أن نفني أنفسنا، وألا نهدأ،
حتى نصل إلى أنضج الثمار في كل شيء(54).
وكانت الروايتان اللتان كتبهما تيمور تنمان عن فجاجتهما، وكان تصوير الشخصيات مبسطاً أكثر مما ينبغي التبسيط- فكل شخص يمثل صفة واحدة، فتامبورلين هو الزهو بالقوة، ويكاد الزهو أن يكون غرور طالب جامعي منتفخ الأوداج ببدع وأشياء جديدة لم يتمثلها جيداً في عقله، لا أن يكون ثقة هادئة بالنفس لدى ملك ظافر. وتجري القصة على أنهار من الدماء تعترضها السدود أو الاحتمالات البعيدة. والأسلوب ينزع إلى الكلام المنمق الرنان. ماذا إذن أكسب هذه الرواية أعظم النجاح، إلى هذا الحد، في عصر إليزابث؟ يحتمل أن يكون ذلك راجعاً إلى ما فيها من عنف وسفك دماء وتنميق، ولكنا أيضاً قد نؤمن بأنه يرجع إلى ما فيها من زندقة وهرطقة وفصاحة، ففيها أفكار تدوي بجرأة أكثر،
وصور يحس بها المرء إحساساً أعمق، وعبارات استخدمت بذكاء أكثر مما سمع أو عرف في المسرح الأليزابيثي من قبل. وهنا كانت عشرات من "الأبيات العظيمة" مما حدا بجونسون أن يمتدحها، وقطع تتسم بجمال شجي، حتى لقد ذهب سوينبرن إلى أنها فريدة من نوعها.
وأعجل التهليل والهتاف مارلو، فأسرع الخطى، وكتب بكل ما أوتي من قوة الروح أعظم أعماله: "التاريخ الفاجع لدكتور فاوست" (1588؟). إن أخلاق العصور الوسطى التي ربما أقرت "أن بهجة المعرفة ببجة يعروها الحزن والأسى(55)، وأن في المزيد من الحكمة مزيداً من البلية(56)" كانت قد دمغت اللهفة الجامحة على المعرفة بأنها إثم عظيم، بيد أن طموح العصور الوسطى تحدى هذا الخطر، حتى إلى حد مناشدة السحر والشيطان بغية الوقوف على أسرار الطبيعة وقواها. وإن مارلو ليمثل فاوست على أنه طبيب ويتنبرج العالم الشهير الذي يتميز غيظاً من الحدود الضيقة لمعرفته وعمله، ويحلم بوسائل سحرية تجعله يحيط بكل شيء علماً.
إن كل شيء يتحرك بين القطبين الساكنين
سوف يكون تحت أمري...
وهل أجعل الرواح تأتيني بكل ما أريد،
وتبدد كل غموض والتباس.
وتقوم بكل مغامرة يائسة أبتغيها؟
سأجعلها تطير إلى الهند من أجل الذهب
وتنقب في المحيطات وراء لآلئ الشرق
وتفتش في كل أركان الدنيا المكتشفة حديثاً
من أجل الفاكهة الشهية وكل ألوان النعيم والترف،
وسأجعلها تتلو على غرائب الفلسفة.
وتقص على أنباء الملوك الأجانب(57).
وبناء على نداء منه، يظهر مفستوفيلس، ويعرض عليه أربعاً وعشرين سنة من السعادة والقوة، شريطة أن يبيع نفسه إلى لوسيفر ويوافق فاوست ويوقع
العقد بدم ذراعه المقطوعة. وكان أول مطلب له هو أن يأتيه بأجمل فتاة في ألمانيا لتكون زوجة له، "أنني شهواني لعوب داعر"، ولكن مفستوفيلس يثنيه عن الزواج، ويقترح بدلاً منه مجموعة متعاقبة من الخليلات والمحظيات. ويطالب فاوست بهيلين غادة تراوده، فتاتي إليه ويغرق هو في غمرة النشوة والابتهاج:
هل هذا هو الوجه الوحيد الذي هاجم ألف سفينة
وأحرق أبراج ترواده الشاهقة؟
أيتها الجميلة هيلين امنحيني الخلود بقبلة منك...
آه... إنك أحلى من نسم المساء
مكسوة بجمال ألف من النجوم
وعولج المشهد الأخير في قوة هائلة: التوسل الأخير إلى الله في شيء من الرحمة، أو على الأقل في فترة من اللعنة والعذاب-"فليعش فاوست ألف سنة بل مائة ألف سنة في الجحيم، لينجو في النهاية"-ثم اختفاء فاوست عندما آذنت الساعة بحلول منتصف الليل، وسط ضجة هائلة من السحب المعتمة المصطدمة بعضها ببعض. وتنشد الفرقة الموسيقية كلمات تخليد ذكراه- وذكرى مارلو:
انقطع الغصن الذي نما وترعرع مستقيماً عالياً،
واحترق فرع الغار الذي يكلل أبوللو
ربما استطاع مارلو، في هذه الروايات ، أن يظهر ميوله الخاصة نحو المعرفة والجمال والقوة، ولكن تطهير العواطف، أو أثر التنقية والتنظيف- ذلك الذي عزاه أرسطو إلى المسرحية المأساوية، كان يظهر في المؤلف أكثر منه في الجمهور المشاهدين. وفي مسرحية "يهودي مالطه" (1589؟) تأخذ الرغبة في القوة شكلاً متوسطاً من جشع المال والثروة، وتدافع عن نفسها في الخطبة التي ألقاها مكبافل:
إني لأعجب لأولئك الذين يبغضونني كل البغض.
وعلى الرغم من أن بعضهم يندد علانية بكتبي
فانهم، سيقرؤونها، ومن ثم يصلون
إلى كرسي بطرس، وعندما يتخلصون مني
سيكون أعدائي الصاعدون خطراً عليهم
وإني لأعتبر الدين لعبة أطفال،
وأعتقد أنه ليس ثمة خطيئة غير الجهل.
ومرة أخرى نجد أن بارباس مقرض النقود صفة واحدة مجسدة، هي الجشع إلى حد الكراهية لكل من يعوق سبيل مكاسبه في صورة ساخرة بغيضة عولجت برذائل مهيبة.
لقد تعلمت في فلورنسة كيف أقبل يدي
وأرفع ذراعي عندما ينادونني يا كلب،
وأتوارى ذليلاً مثل أي أخ عاري القدمين
أملاً في أن أراهم يموتون جوعاً في حظيرة(58).
وإنه، وهو يدقق التأمل في مجوهراته، يهتز طرباً "لثروته التي لا حد لها، في غرفة صغيرة(59)" وعندما تستعيد ابنته حقائب أمواله المفقودة، يصيح في خليط من المشاعر، سبق بها شيلوك، "آه يا ابنتي، ذهبي، ثروتي، بهجتي(60)"، وفي هذه الرواية قوة تكاد تكون ضراوة، وفيها وخز بالألقاب وقوة في العبارة، أدت بمارلو، بين الحين والحين، إلى الاقتراب كثيراً من شكسبير.
وكان أشد اقتراباً منه في رواية إدوارد الثاني (1592)، فلما أن توج الملك الصغير أرسل إلى صديقه الإغريقي "جافستون، وأغدق عليه بسخاء القبلات والمناصب والموال، فثار النبلاء الذين أهملهم وخلعوا إدوارد الذي اتجه إلى الفلسفة، فنادى رفاق الباقين:
تعال يا سبنسر، تعال يا بالدوك، اجلسا إلى جواري
جربا الآن تلك الفلسفة،
التي في بيوت حضانتنا المشهورة للفنون
كنتم ترضعونها من أفلاطون وأرسطو.
إن هذه الرواية (إدوارد الثاني)- بهذا البنيان المحكم، وبالشعر المفعم بالحساسية والخيال والقوة، وبهذه الشخصيات التي رسمت في وضوح وتماسك، وبهذا الملك الممزوج من اللواط والزهو، ومع ذلك يمكن الصفح عنه في بساطة صباه وجماله الغض- نقول إن هذه الرواية بكل ما ذكرنا، كانت قيد خطوة من رواية شكسبير "ريتشارد الثاني" التي أعقبها بسنة واحدة.
وماذا كان عساه ينجر هذا الكتاب المسرحي الذي بلغ من العمر سبعاً وعشرين سنة، إذا اكتمل نموه. في مثل تلك السن كان شكسبير يكتب توافه مثل :Two Gentlemen Of Verona, Acomedy Of Errors Love's Labour's Lost وفي "يهودي مالطة" كان مارلو يعرف كيف يجعل كل منظر يدفع أمامه مكيدة مرتبة، وفي "إدوارد الثاني" تعلم كيف يعرف الشخصية الواحدة على أنها أكثر من صفة واحدة مجسدة، وربما تيسر له في عام أو عامين تطهير رواياته من الكلام المنمق الطنان والأحداث المثيرة، ولربما سما إلى فلسفة أرحب أفقاً، وإلى تعاطف أعظم مع أساطير بني الإنسان ونقاط الضعف فيهم. وربما كانت نقيصته المعيبة هي الحاجة إلى الفكاهة، فليس ثمة ضحك لطيف في رواياته، فاللهو العارض-كما هو الحال في روايات شكسبير، لا يؤدي مهمته الصحيحة في المأساة- ألا وهي تهدئة روح المستمع قبل الارتفاع به إلى ذروة المأساة. وكان يستطيع أن يقدر الجمال الحسي أو المادي في النساء، ولا يقدر ضعفهن وقلقهن وكياستهن. وليس في رواياته شخصية نسوية قوية نشيطة، حتى في الروايتين اللتين لم يكملهما "ديدو" و"ملكة قرطاجة".
ولم يبق أمامنا إلا الشعر. وأحياناً تغلب الخطيب على الشاعر، فصاح الخطيب "بخطبة عظيمة مدوية(61). ولكن كم من مشهد كان الشعر المشرق ينساب فيه بصور حية وألفاظ متناغمة إلى حد أن الإنسان قد يخطئ بعض السطور فيظنها من فيض خيال شكسبير. وأثبت الشعر المرسل عند مارلو أنه الأداة الصحيحة للمسرحية الإنجليزية، وقد يكون أحياناً مملاً على وتيرة واحدة، ولكنه عادة متنوع من أوزانه، محقق لاتصال وترابط يبدوان طبيعيين.
وأسدل الستار الآن فجأة على "تاريخه الفاجع" الخاص،ففي 30 مايو 1593، اجتمع ثلاثة من جواسيس الحكومة- انجرام فريزي، نيقولا سكيرز، روبرت بولي-بشاعرنا مارلو- وربما كان هو الآخر لا يزال جاسوساً- اجتمع الأربعة للعشاء في منزل أو حانة في دتفورد، على بعد أميال من لندن. وطبقاً لما جاء في تقرير وليم دانوبي- المحقق في أسباب الوفيات المشتبه فيها- "تراشق فريزر ومارلو بألفاظ نابية قبيحة في تبيان السبب الذي من أجله لم يتفقا... على دفع نفقات العشاء. فما كان من مارلو إلا أن استل خنجراً من حزام فريزر وطعنه به فأصابه ببعض جروح سطحية. فأمسك فريزر بيد مارلو وسدد الخنجر إليه فوراً، وأصابه بجرح قاتل عمقه بوصتان في عينه اليمنى، ... مات المدعو كرستوفر مورلي متأثراً به في الحال"، حيث وصل النصل إلى المخ. وقبض على فريزر فترافع بأنه كان في حالة دفاع عن النفس، وأفرج عنه بعد شهر. أما مارلو فقد وورى التراب في أول يونيه في قبر غير معروف الآن(62). وقد بلغ من العمر تسعة وعشرين ربيعاً.
وبالإضافة إلى Dido ترك مارلو شذرتين غاية في السمو. أما Hero and Leander فهي قصيدة رومانتيكية، من المقاطع ذوات البيتين من نوع الملحمة، عن قصة موزائيس التي حكت في القرن الخامس عن شاب قطع الدردنيل سبحاً ليوفي بموعد لقاء. وإن أنشودة "الراعي المشبوب العاطفة في الطريق إلى حبيبته". لهي واحدة من أعظم الغاني الشعبية في عهد إليزابث. واعترف شكسبير اعترافاً جميلاً بفضل مارلو، فأجرى فقرات من هذه القصيدة على لسان سير هيو أيفانز في رواية "الزوجات المرحات في وندسور"، كما أشار إليها رقيقة في رواية "على هواك As You Like It":
أيها الراعي الذي قضى نحبه، إني أرى الآن قولك المأثور في القوة
"من ذا الذي أحب، إذا لم يكن أحب لأول نظرة؟"
وهذا هو البيت رقم 76 من رواية مارلو Hero and Leander
لقد أنجز مارلو الشيء الكثير في العمر القصير. ولقد جعل من الشعر المرسل كلاماً مرناً قوياً. وأنقذ المسرح على أيام إليزابث من دعاة القديم ومن البيوريتانيين وأضفى أشكالهم المحددة الواضحة على مسرحيات الأفكار ومسرحيات التاريخ الإنجليزي. وترك بصماته على شكسبير في روايتي تاجر البندقية وريتشارد الثاني، وفي شعر الغزل، وفي الأسلوب البليغ الفخم. وبظهور مارلو، وكد Kid؛ ولودج، وجرين، وبيل Peele، كانت الطرق قد فتحت، وكان شكل المسرحية وبنيانها وأسلوبها ومادتها قد هيئت كلها. فلم يكن شكسبير معجزة، بل كان منفذاً ومنجزاً لما بدأ به هؤلاء جميعهم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق