إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 30 مايو 2014

120 تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها " قلعة العقبة "


 120

تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها

  " قلعة العقبة "

أما قلعة العقبة فقائمة في جنوب بلدة العقبة لاصقة بها من جهة الشرق . وهي على نحو 50 مترا من شاطئ الخليج في سفح جبل عظيم يفصل خليج العقبة عن الحجاز . وفي منحدر هذا الجبل كان الحج المصري ينصب خيامه عند نزوله بالعقبة . وفيه تعسكر الآن جنود الدولة العلية عند مجيئها إليها .

  والقلعة على مثال قلعة نخل مربعة الشكل مبنية بالحجر المنحوت وكان على كل ركن من أركانها الأربعة برج قد تهدم الآن . ولها بوابة عظيمة بقنطرة تفتح إلى الشمال الشرقي يدخل منها إلى صحن القلعة بدهليز عظيم معقود بالقناطر . وفي أول الدهليز عن يمين الداخل وشماله ديوانان مبنيان بالحجر قد نقش على جدرانهما وواجهة البوابة بأحرف ناتئة كبيرة اسم باني القلعة ومرممها . أما باني القلعة فهو السلطان قانصوه الغوري   ص  194

الملك الذي قبل الأخير من ملوك دولة المماليك الثانية على مصر . 1501 إلى سنة 1516م . وأما مرممها فهو السلطان مراد الثالث سنة 4/15: سنة 1595م .

  وقد قرأت على جدار الديوان الأيمن هذه العبارة : " أمر بإنشائ هذه القلعة المباركة السعيدة مولانا السلطان الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري سلطان الإسلام والمسلمين قاتل الكفرة والملحدين محيي العدل في العالمين ... "

  وفي واجهة القلعة على صدغي القنطرة حجران مستديران نقش على كل منهما هذه العبارة : " لمولانا السلطان الملك الأشرف . مراد بن سليم خان . عز نصره جدد هذه القلعة " . وفي داخل البوابة إلى يسار الداخل حجران آخران مستديران قد نقش على كل منهما هذه العبارة : " لمولانا السلطان مراد بن سليم عز نصره . جدد هذه القلعة سنة 996هـ 1588م .

  وقد رأيت هذه القلعة سنة 1906 فإذا بها متردمة وتحتاج إلى ترميم كثير وفي داخلها مخازن للحبوب والذخائر . ومخبز للعساكر . وبئر بعيدة الرشاء . وشجرة سدر . وبقيت هذه القلعة بيد مصر وعساكر مصر تحميها إلى أوائل سنة 1892م فسلمت إلى الدولة العلية كما سيجئ .

  قال صاحب كتاب " درر الفرائد " سنة 1548م : " وبعقبة أيلة آبار منها في داخل الخان " القلعة " واحدة ماؤها عذب سائغ من بناء السلطان الغوري مع الخان . وفي الخارج بئران داخل نخل وماؤها عذب وهما منهل الحاج وبئر خارج النخل حيث الفضاء وماؤها دون ذلك ويسمونها آبار العرب . وكل من أراد الماء فليحفر من الأرض مقدارا قريبا يرى ماء عذبا أحسن من ماء الآبار . وتختلف الحفائر في العذوبة فبعضها أحلى من بعض وأعذب والله أعلم " اه .

  قلت وكان صاحب الدرر فيما نعلم أول من سمي المدينة " عقبة أيلة " الاسم الذي عرف به الجبل العظيم ذو العقبة الشهيرة غربيها . ثم أهمل اسم أيلة وسميت الدينة " العقبة " وسميت عقبة الجبل نفسها "نقب العقبة أو النقب " لأن ملوك مصر نقبوا أي مهدوا فيها طريقا للحج المصري كما سيجئ في باب الطرق .   ص195

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق