420
حسْن المُحاضرة في تاريخ مصْر والقاهرَة
ذكر من كان بمصر من الفقهاء الشافعية
178- بهاء الدين أبو حامد ابن الشيخ تقي الدين السبكي (1) . ولد في جمادى الآخرة سنة تسع عشرة وسبعمائة، وأخذ عن أبيه وأبي حيان والأصبهاني وابن القماح والزنكلوني والتقي الصائغ وغيرهم. وبرع وهو شاب، وساد وهو ابن عشرين سنة. وولي تدريس الشافعي والشيخونية أول ما فتحت. وله تصانيف، منها شرح الحاوي، وتكملة شرح المنهاج لأبيه، وعروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح. مات بمكة في رجب سنة ثلاث وسبعين (2) .
وقال البرهان القيراطي يرثيه:
ستبكيك عيني أيها البحر بالبحر ... فيومك قد أبكى الورى من ورا النهر
لقد كنت بحرًا للشريعة لم تزل ... تجود علينا بالنفيس من الدر
لقد كنت في كل الفضائل أمة ... مقالة صدق لا تقابل بالنكر
لقد كنت في الدنيا جليلًا يعده ... بنوها لتيسير الجليل من العسر
إليك يرد الأمر في كل معضل ... إلى أن أتى ما لا يرد في من الأمر
تعزِّي بك الأمصار مصرًا لعلمها ... بأنك ما زلت العزيز على مصر
مضيت فما وجه الصباح بمسفر ... وبنت فما ثغر الأقاحي بمفتر
وزُلْتَ فما ودق النوال بهاطل ... وغبت فما برق المنى باسم الثغر
وأوحش أرض العلم منك وأفقه ... فذاك بلا زهر وهذا بلا زهر
تكاملت أوصافًا وفضلًا وسؤددًا ... ولابد من نقص فكان من العمر
نحاك بهاء الدين ما لا يرده ... إذا ما أتى تدبير زيدٍ ولا عمرو
لئن غادرتك الأرض حملًا ببطنها ... فإنا حملنا كل قاصمة الظهر
_________
(1) اسمه كما في الدرر الكامنة: "بهاء الدين أبو حامد أحمد بن علي بن عبد الكافي بن يحيى بن تمام السبكي".
(2) شذرات الذهب 6: 226.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق