إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 19 أكتوبر 2016

569 تاريخ الدولة العلية العثمانية للأستاذ فريد بك المحامي



569

تاريخ الدولة العلية العثمانية

للأستاذ فريد بك المحامي

هدأت الافكار وعادت الناس إلى فتح دكاكينهم بعد ان اغلقوها وامنت الدولة امتداد الفتنة ودخول عساكر الروسيا إلى الاستانة بدعوى حماية من بها من المسيحيين حريق الباب العالي ومخابرات الصلح وبعد ذلك بثلاثة ايام أي في يوم 20 جمادى الاولى 22 مايو التهمت النيران جزأ عظيما من الباب العالي نفسه واحرقت دائرة شورى الدولة وتوابعها ودائرة الاحكام العدلية والتشريفات والداخلية وغيرها مع جميع ما فيها من الامتعة والفروشات والاوراق الرسمية
ومن المظنون ان هذا الحريق لم يكن الا بفعل ارباب الثورة انتقاما مما اصابهم من الخذلان في حادثة جراغان
هذا ولنرجع إلى مخابرات الصلح فنقول ان بعد امضاء الهدنة ومقدمات الصلح في ادرنه ووصول المراكب الانكليزية إلى مياه الاستانة خوفا من احتلال الروس لها طلب القائد الروسي من الدولة ادخال بعض اورط من المشاة بالاستانة وكتب البرنس غورشاكوف بذلك إلى جميع سفراء دولته لدى الدول العظمى في 10 فيراير قائلا انه من حيث ان انكلترا ادخلت بعض مراكبها في البوسفور لحماية رعاياها وحذت هذا الحذو بعض الدول الاخرى وطلبت من الباب العالي التصريح لمراكبها بالدخول فالروسيا لا ترى بدا من ارسال جزء من جيوشها المعسكرة حول الاستانة إلى داخل المدينة لحماية جميع المسيحيين فاضطربت انكلترا لهذا البلاغ وكتبت إلى سفيرها بسان بطرسبورج تحتج ضد هذا الطلب مبينة ان لا تشابه بين ارسال السفن الانكليزية إلى البوسفور واحتلال الاستانة عسكريا بواسطة الجيش الروسي وكلفته ان يخبر حكومة الروسيا بانها لا تسمح مطلقا باحتلال الاستانة وانه لو دخلت العساكر الروسية اليها تكون مسؤولة عما ينجم عن ذلك من الاخطار ولما وصلت هذه الرسالة إلى مسامع البرنس غورشاكوف احجم عن مشروعه وبعد مخابرات طويلة قال انه لا يدخل عساكره إلى الاستانة الا لو انزلت انكلترا بعض عساكرها إلى البر وما دامت دولة الملكة لا ترغب ذلك فلا خوف على الاستانة من احتلال الروس وبذلك انتهى هذا الاشكال وبقيت الجنود الروسية معسكرة خارج المدينة لا تتعدى الحدود التي رسمت لها بمقتضى اتفاقية 31 يناير الماضي

يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق