2370
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
صفحة 179 حتى صفحة 342
استيلاء الاتابك على شهرزور وأعمالها:
كان شهرزور بيد قفجاق بن ارسلان شاه أمير التركمان وصالحهم، وكانت الملوك تتجافى عن أعماله لامتناعها ومضايقها فعظم شأنه، واشتمل عليه التركمان وسار إليه الاتابك زنكي سنة أربع وثلاثين فجمع ولقيه فظفر به الاتابك واستباح معسكره، وسار في اتباعه فحاصر قلاعه وحصونه وملك جميعها. واستأمن إليه قفجاق فأمنه وسار في خدمته وخدمة بنيه بعده إلى آخر المائة. ثم كان في سنة خمس وثلاثين بين الاتابك زنكي وبين داود بن سقمان صاحب كيفا فتنة وحروب. وانهزم داود وملك الاتابك من بلاده قلعة همرد وادركه فعاد إلى الموصل ثم سار الاتابك إلى مدينة الحرمية فملكها سنة ست وثلاثين ونقل آل مهارش الذين كانوا بها إلى الموصل، ورتب أصحابه مكانهم. ثم خطب له صاحب آمد، وصار في طاعته بعد أن كان مع داود عليه. ثم بعث الاتابك لسنة سبع وثلاثين عسكراً إلى قلعة أشهب، وهي من أعظم حصون الأكراد الهكارية وأمنعها. وفيها أهلوهم وذخائرهم فحاصرها وملكها، وأمره الاتابك بتخريبها وبنى قلعة العمادية عوضاً عنها، وكانت خربت قبل ذلك لاتساعها وعجزهم عن حمايتها فأعيدت الآن. وكان نصير الدين نائب الموصل قد فتح أكثر القلاع الحربية والله تعالى أعلم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق