2337
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
صفحة 179 حتى صفحة 342
وفاة سقمان بن أرتق وولاية أخيه أبي الغازي مكانه بماردين:
ثم بعث فخر الدين بن عمار صاحب طرابلس يستنجد سقمان بن أرتق على الإفرنج، وكان استبدّ بها على الخلفاء العلويين أهل مصر، ونازله الإفرنج عندما ملكوا سواحل الشام فبعث بالصريخ إلى سقمان بن أرتق سنة ثمان وتسعين. وأجابه وبينما هو يتجهز للمسير وافاه كتاب طغركين صاحب دمشق المستبدّ بها من موالي بني تتش، يستدعيه لحضور وفاته، خوفاً على دمشق من الإفرنج فأسرع المسير إليه معتزماً على قصد طرابلس وبعدها دمشق فانتهى إلى القريتين، وندم طغركين على استدعائه، وجعل يدبر الرأي مع أصحابه في صرفه. ومات هو بالقدس فكفاهم الله أمره، وقد كان أصحابه عندما أشقي على الموت أشاروا عليه بالرجوع إلى كيفا فامتنع وقال: هذا جهاد وان مت كان لي ثواب شهيد. فلما مات حمله ابنه إبراهيم إلى
حصن كيفا فدفنه بها وكان أبو الغازي بن أرتق شحنة بغداد كما قدّمناه ولاه السلطان محمد أيام الفتنة بينه وبين أخيه بركيارق. فلما اصطلح بركيارق وأخوه سنة تسع وتسعين على أن تكون بغداد له، وممالك أخرى من الممالك الإسلامية ومن جملتها حلوان، وهي أقطاع أبي الغازي فبادر وخطب لبركيارق ببغداد، فنكر عليه ذلك صدقة بن مزيد وكان من شيعة السلطان محمد فجاء إلى بغداد ليزعج أبا الغازي عنها ففارقها إلى يعقوب وبعث إلى صدقة يعتذر بأنه صار في ولاية بركيارق، ويحكم الصلح في اقطاعه وولايته فلم يمكنه غير ذلك ومات بركيارق على أثر ذلك فخطب، أبو الغازي لابنه ملك شاه فنكر ذلك السلطان محمد منه، فلما استولى على الأمر عزله عن شحنة بغداد فلحق بالشام وحمل رضوان بن تتش صاحب حلب على حصار نصيبين من بلاد جكرمس فحاصروها. وبعث جكرمس إلى رضوان وأغراه بأبي الغازي ففسد ما بينهما، ورحلوا مفترقين على نصيبين. وسار أبو الغازي إلى ماردين، وقد مات أخوه سقمان كما قلناه فاستولى عليها والله تعالى أعلم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق