إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 29 يناير 2015

2338 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون المجلد الخامس صفحة 179 حتى صفحة 342 اضطراب أبي الغازي في طاعته وأسره ثم خلاصه


2338

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

 من تاريخ العلامة ابن خلدون

المجلد الخامس

صفحة 179 حتى صفحة 342


اضطراب أبي الغازي في طاعته وأسره ثم خلاصه

لما ولوئى السلطان محمد على الموصل والجزيرة وديار بكر سنة اثنتين وخمسمائة مودود بن أفتكين مكان جاولي سكاوو الذي ملكها من يد جكرمرّ كما مر في أخبارهم فوصل مودود إلى الموصل، وسار جاولي إلى نصيبين وهي يومئذ لأبي الغازي، وراسله في المظاهرة والانجاد فوصل إليه بماردين على حين غفلة مس مستنجدا به فلم يسعه إلا اسعافه، وسار معه إلى سنجار والرحبة وحاصرهما، وشق عليهما فلما نزل الخابور هرب أبو الغازي راجعاً إلى نصيبين، ثم إلى بلده، وبقي مضطرباً. ثم بعث السلطان محمد سنة خمس وخمسمائة إلى الأمير مودود بالمسير إلى قتال الإفرنج، وأن يسير الأمراء معه من كل جهة، مثل سقمان القطبي صاحب ديار بكر، وأحمد بك صاحب مراغة، وأبي الهيجاء صاحب اربل، وأبي الغازي صاحب ماردين فحضروا كلهم إلا أبا الغازي، فإنه بعث ولده أياز في عسكر فسارت العساكر إلى الرها وحاصروها، وامتنعت عليهم. ثم ساروا سنة ست وخمسمائة إلى سروج كذلك ثم ساروا سنة سبع إلى بلاد الإفرنج فهزموهم على طبرية ودوّخوا بلادهم وعاد مودود إلى دمشق وافترقت العساكر، ودخل دمشق ليشتي بها عند طغركين صاحبها فقتل غيلة بها واتهم طغركين في أمره وبعث السلطان مكانه



 على العساكر والموصل اقسنقر البرسقي، وأمره بقصد الإفرنج وقتالهم، وكتب إلى الأمراء بطاعته، وبعث ابنه الملك مسعودا في عسكر كثيف ليكونوا معه فسار أقسنقر سنة ثمان وخمسمائة، وفرّ أبو الغازي وحاصره بماردين حتى استقام وبعث معه ابنه اياز في عسكر فحاصروا الرها وعاثوا في نواحيها، ثم سروج وشمشاط، وأطاعه صاحب مرعش وكيسوم ورجع فقبض على أياز بن أبي الغازي، ونهب سواد ماردين فسار أبو الغازي من وقته إلى ركن الدولة داود ابن أخيه سقمان، وهو بحصن كيفا مستنجدا به فأنجده وساروا إلى البرسقي آخر ثمان وخمسمائة فهزموهم وخلصوا ابنه أياز من الأسر. وأرسل السلطان إلى أبي الغازي يتهدّده فلحق بطغركين صاحب دمشق صريخا وكان طغركين مستوحشاً لاتهامه بأمر مودود فاتفقا على الاستنجاد وبعثا بذلك إلى صاحب انْطاكِية فجاء إليهما قرب حمص، وتحالفا وعاد إلى انْطاكِية. وسار أبو الغازي إلى ديار بكر في خف من اصحابه فاعترضه قيرجان صاحب حمص فظفر به وأسره وبعث إلى السلطان بخبره، وأبطأ عليه وصول جوابه فيه. وجاء طغركين إلى حمص فدخل على قيرجان وألحّ عليه بقتل أبي الغازي ثم أطلقه قيرجان وأخذ عليه وسار أبو الغازي إلى حلب وبعث السلطان العساكر مع يوسف بن برسق صاحب همذان وغيره من الأمراء لقتال أبي الغازي، وقتال الإفرنج بعده فساروا إلى حلب وبها  لؤلؤ  الخادم، مولى رضوان بن تتش، كفل ابنه ألب ارسلان بعد موته، ومعه مقدم العساكر شمس الخواص فطالبوهما بتسليم حلب بكتاب السلطان إليهما في ذلك وبادر أبو الغازي وطغركين فدخلا إليهما فامتنعت عليهما فساروا إلى حماة من أعمال طغركين، وبها ذخائره ففتوها عنوة ونهبوها، وسلموها إلى الأمير قيرجان صاحب حمص فأعطاهم اياز بن أبي الغازي وكان أبو الغازي وطغركين وشمس الخواص ساروا إلى روجيل صاحب أنْطاكِية يستنجدونه على حفظ حماة وجاءهم هنالك بقدوين صاحب القدس، والقمص صاحب طرابلس وغيرهما. واتفقوا على مطاولة العساكر ليتفرّقوا عند هجوم الشتاء واجتمعوا عند قلعة افامية فلم تبرح العساكر مكانها فافترقوا وعاد طغركين إلى دمشق وأبو الغازي إلى ماردين والافرنج إلى بلادهم. ثم كان اثر ذلك فتح كفرطاب على المسلمين، واعتزموا على معاودة حلب فاعترضهم روجيل صاحب انْطاكِية، وقد جاء في خمسمائة فارس مدداً للافرنج في كفرطاب فانهزم المسلمون، وكان تمحيصهم ، ورجع برسق أمير العساكر وأخوه منهزمين إلى بلادهم. وكان اياز بن أبي الغازي أسيراً عندهم فقتله الموكلون به يوم المعركة سنة تسع وخمسمائة، والله تعالى أعلم.





يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق