257
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السادس
ذكر عود السلطان طغرلبك إلى بغداد
لما سلم السلطان طغرلبك الموصل وأعمالها إلى أخيه إبراهيم ينال عاد إلى بغداد فلما وصل إلى القفص خرج رئيس الرؤساء إلى لقائه فلما قارب القفص لقيه عميد الملك وزير السلطان في جماعة من الأمراء وجاء رئيس الرؤساء إلى السلطان فأبلغه سلام الخليفة واستيحاشه فقبل الأرض وقدم رئيس الرؤساء جامًا من ذهب فيه جواهر وألبسة فرجية جاءت معه من عند الخليفة ووضع العمامة على مخدته فخدم السلطان وقبل الأرض ووصل إلى بغداد ولم يمكن أحدًا من النزول في دور الناس وطلب السلطان الاجتماع بالخليفة فأذن له في ذلك.
وجلس الخليفة يوم السبت لخمس بقين من ذي القعدة جلوسًا عامًا وحضر وجوه عسكر السلطان وأعيان بغداد وحضر السلطان في الماء وأصحابه حوله في السميريات فلما خرج من السميرية ركب فرسًا من مراكب الخليفة فحضر عند الخليفة والخليفة على سرير عال من الأرض نحو سبعة أذرع وعليه بردة النبي صلى الله عليه وسلم وبيده القضيب الخيزران فقبل السلطان الأرض وقبل يده وأجلس على كرسي فقال الخليفة لرئيس الرؤساء: قل له إن أمير المؤمنين شاكر لسعيك حامد لفعلك مستأنس بقربك وقد ولاك جميع ما ولاه الله من بلاده ورد عليك مراعاة عباده فاتق الله فيما ولاك وأعرف نعمته عليك في ذلك واجتهد في نشر العدل وكف الظلم وإصلاح الرعية.
فقبل الأرض وأمر الخليفة بإفاضة الخلع عليه فقام إلى موضع لبسها فيه وعاد وقبل يد الخليفة ووضعها على عينيه وخاطبه الخليفة بملك المشرق والمغرب وأعطي العهد وخرج وأرسل إلى الخليفة خدمة كثيرة منها خمسون ألف دينار وخمسون مملوكًا أتراكًا من أجود ما يكون ومعهم خيولهم وسلاحهم إلى غير ذلك من الثياب وغيرها.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق