إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 27 يوليو 2016

274 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير ذكر ملك صلاح الدين دمشق



274


الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير

ذكر ملك صلاح الدين دمشق

في هذه السنة سلخ ربيع الأول ملك صلاح الدين يوسف بن أيوب مدينة دمشق‏.‏

وسبب ذلك أن نور الدين لما مات وملك ابنه الملك الصالح بعده كان بدمشق كان سعد الدين كمشتكين قد هرب من سيف الدين غازي إلى حلب كما ذكرناه فأقام بها عند شمس الدين بن الداية فلما استولى سيف الدين على البلاد الجزرية خاف ابن الداية أن يغير إلى حلب فيملكها فأرسل سعد الدين إلى دمشق ليحضر الملك الصالح ومعه العساكر إلى حلب فلما قارب دمشق سير إليه شمس الدين محمد بن المقدم عسكرًا فنهبوه وعاد منهزمًا إلى حلب فأخلف عليه ابن الداية عوض ما أخذ منه ثم إن الأمراء الذين بدمشق نظروا في المصلحة فعلموا أن مسيره إلى حلب أصلح للدولة من مقامه بدمشق فأرسلوا إلى ابن الدية يطلبون إرسال سعد الدين ليأخذ الملك الصالح فجهزه وسيره وعلى نفسها براقش تجني فسار إلى دمشق في المحرم من هذه السنة واخذ الملك الصالح وعاد إلى حلب فلما وصلوا إليها قبض سعد الدين على شمس الدين بن الداية وأخوته وعلى ابن الخشاب رئيس حلب ومقدم الأحداث فيها ولولا مرض شمس الدين بن الداية لم يتمكن من ذلك‏.‏

واستبد سعد الدين بتدبير الملك الصالح فخافه ابن المقدم وغيره من الأمراء الذين بدمشق وقالوا‏:‏ إذا استقر أمر حلب أخذ الملك الصالح وسار به إلينا وفعل مثل ما فعل بحلب وكاتبوا سيف الدين غازي صاحب الموصل ليعبر الفرات إليهم ليسلموا إليه دمشق فيمنع عنها ويقصده ابن عمه وعسكر حلب من وراء ظهره فيهلك‏.‏

وأشار عليه بهذا زلفندار عز الدين والجبان يقدر البعيد من الشر قريبًا ويرى الجبن حزمًا كما قال‏:‏ يرى الجبناء أن الجبن حزم وتلك طبيعة الرجل الجبان فلما أشار عيه بهذا الرأي زلفندار قبله وامتنع عن قصد دمشق وراسل سعد الدين الملك الصالح وصالحهما على ما أخذه من البلاد فلما امتنع عن العبور إلى دمشق عظم خوفهم وقالوا‏:‏ حيث صالحهم سيف الدين لم يبق لهم مانع عن المسير إلينا فكاتبوا حينئذ صلاح الدين يوسف بن أيوب صاحب مصر واستدعوه ليملكوه عليهم وكان كبيرهم في ذلك شمس الدين بن المقدم ومن أشبه أباه فما ظلم وقد ذكرنا مخامرة أبيه في تسليم سنجار سنة أربع وأربعين وخمسمائة‏.‏

فلما وصلت الرسل إلى صلاح الدين بذلك لم يلبث وسار جريدة في سبع مائة فارس والفرنج في طريقه فلم يبال بهم فلما وطئ ارض الشام قصد بصرى وكان بها حينئذ صاحبها وهو من جملة من كاتبه فخرج ولقيه فلما رأى قلة من معه خاف على نفسه واجتمع بالقاضي الفاضل وقال‏:‏ ما أرى معكم عسكرًا وهذا بلد عظيم لا يقصد بمثل هذا العسكر ولو منعكم من به ساعة من النهار أخذكم أهل السواد فإن كان معكم مال سهل الأمر‏.‏

فقال معنا مال كثير يكون خمسين ألف دينار فضرب صاحب بصرى على رأسه وقال‏:‏ هلكتم وأهلكتمونا وجميع ما كان معهم عشرة آلاف دينار‏.‏

ثم سار صلاح الدين إلى دمشق فخرج كل من بها من العسكر إليه فلقوه وخدموه ودخل البلد ونزل في دار والده المعروفة بدار العقيقي وكانت القلعة بيد خادم اسمه ريحان فأحضر صلاح الدين كمال الدين بن الشهرزوري وهو قاضي البلد والحاكم في جميع أموره من الديوان والوقف وغير ذلك وأرسله إلى ريحان ليسلم القلعة إليه وقال‏:‏ أنا مملوك الملك الصالح وما جئت إلا لأنصره وأخدمه وأعيد البلاد التي أخذت منه إليه وكان يخطب له في بلاده كلها فصعد كمال الدين إلى ريحان ولم يزل معه حتى سلم القلعة فصعد صلاح الدين غليها وأخذ ما فيها من الأموال وأخرجها واتسع بها وثبت قدمه وقويت نفسه وهو مع هذا يظهر الطاعة للملك الصالح ويخاطبه بالمملوك والخطبة والسكة باسمه‏.‏




 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق