إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 27 يوليو 2016

283 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير ذكر ملك صلاح الدين بعد الكسرة من بلاد الصالح نور الدين



283


الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير

ذكر ملك صلاح الدين بعد الكسرة من بلاد الصالح نور الدين

لما انهزم سيف الدين وعسكره ووصلوا إلى حلب عاد سيف الدين إلى الموصل كما ذكرناه وترك بحلب أخاه عز الدين مسعودًا في طائفة من العسكر نجدة للملك الصالح وأما صلاح الدين فإنه لما استولى على أثقال العسكر الموصلي هو وعسكره وغنموها واتسعوا بها وقووا سار إلى بزاعة فحصرها وقاتله من بالقلعة ثم تسلمها وجعل بها من يحفظها وسار إلى مدينة منبج فحصرها آخر شوال وبها صاحب قطب الدين ينال بن حسان المنبجي وكان شديد العداوة لصلاح الدين والتحريض عليه والإطماع فيه والطعن فيه فصلاح الدين حنق عليه متهدد له فأما المدينة فملكها ولم تمتنع عليه وبقي القلعة وبها صاحبها قد جمع إليها الرجال والذخائر والسلاح فحصره صلاح الدين وضيق عليه وزحف إلى القلعة فوصل النقابون إلى السور فنقبوها وملكوها عنوة وغنم العسكر الصلاحي كل ما بها وأخذ صاحبها ينال أسيرًا فأخذ صلاح الدين كل ماله واصبح فقيرًا لا يملك نقيرًا ثم أطلقه صلاح الدين فسار إلى الموصل فأقطعه سيف الدين غازي مدينة الرقة‏.‏

ولما فرغ صلاح الدين من منبج سار إلى قلعة إعزاز فنازلها ثالث ذي القعدة من السنة وهي من أحصن القلاع وأمنعها فنازلها وحصرها وأحاط بها وضيق على من فيها ونصب عليها المجانيق وقتل عليها كثير من العسكر فبينما صلاح الدين يومًا في خيمة لبعض أمراءه يقال له جاولي وهو مقدم الطائفة الأسدية إذ وثب عليه باطني فضربه بسكين في رأسه فجرحه فلولا أن المغفر الزند كانت تحت القلنسوة لقتله فأمسك صلاح الدين يد الباطني بيده إلا انه لا يقدر على منعه من الضرب بالكلية إنما يضرب ضربًا ضعيفًا فبقي الباطني يضربه في رقبته بالسكين وكان عليه كزاغند فكانت الضربات تقع في زيق الكزاغند فتقطعه والزرد يمنعها من الوصول إلى رقبته لبعد اجله فجاء أمير من أمراءه اسمه يازكش فأمسك السكين بكفه فجرحه الباطني ولم يطلقها من يده إلى أن قتل الباطني وجاء آخر من الإسماعيلية فقتل أيضًا وثلث فقتل وركب صلاح الدين إلى خيمته كالمذعور لا يصدق بنجاته ثم اعتبر جنده فمن أنكره أبعده ومن عرفه اقره على خدمته ولازم حصار إعزاز ثمانية وثلاثين يومًا كل يوم اشد قتالًا مما قبله وكثرت النقوب فيهان فأذعن من بها وسلموا القلعة غليه فتسلمها حادي عشر ذي الحجة‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق