إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 27 يوليو 2016

282 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير = ثم دخلت سنة إحدى وسبعين وخمسمائة



282


الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير

= ثم دخلت سنة إحدى وسبعين وخمسمائة

== ذكر ملك صلاح الدين بعد الكسرة من بلاد الصالح نور الدين
== ذكر حصر صلاح الدين مدينة حلب والصلح عليها
== ذكر عدة حوادث


ثم دخلت سنة إحدى وسبعين وخمسمائة

في هذه السنة عاشر شوال كان المصاف بين سيف الدين غازي بن مودود وبين صلاح الدين يوسف بن أيوب بتل السلطان على مرحلة من حلب على طريق حماة وانهزم سيف الدين‏.‏

وسبب ذلك أنه لما انهزم أخوه عز الدين مسعود من صلاح الدين في العام الماضي وصالح سيف الدين أخاه عماد الدين صاحب سنجار عاد إلى الموصل وجمع عساكره وفرق فيهم الأموال واستنجد صاحب حصن كيفا وصاحب ماردين وغيرها فاجتمعت معه عساكره كثيرة بلغت عدتهم ستة آلاف فارس فسار إلى نصبين في ربيع الأول من هذه السنة وأقام بها فأطال المقام حتى انقضى الشتاء وهو مقيم فضجر العسكر ونفدت نفقاتهم وصار العود إلى بيوتهم مع الهزيمة أحب إليهم من الظفر لما يتوقعونه إن ظفروا من طول المقام بالشام بعد هذه المدة‏.‏

ثم سار إلى حلب فنزل إليه سعد الدين كمشتكين الخادم مدبر دولة الملك الصالح ومعه عساكر حلب وكان صلاح الدين في قلة من العساكر لأنه كان صالح الفرنج في المحرم من هذه السنة على ما نذكره إن شاء الله وقد سير عساكره إلى مصر فأرسل يستدعيها فلو عاجلوه لبلغوا غرضهم منه لكنهم تريثوا وتأخروا عنه فجاءته عساكره فسار من دمشق إلى ناحية حلب ليلقى سيف الدين فالتقى العسكران بتل السلطان وكان سيف الدين قد سبقه فلما وصل صلاح الدين كان وصوله العصر وقد تعب هو وأصحابه وعطشوا فألقوا نفوسهم إلى الأرض ليس بهم حركة فأشار جماعة على سيف الدين بقتالهم وهم على هذا الحال فقال زلفندار‏:‏ ما بنا هذه الحاجة إلى قتال هذا الخارجي في هذه الساعة غدًا بكرة نأخذهم كلهم فترك القتال إلى الغد‏.‏

فلما اصبحوا اصطفوا للقتال فجعل زلفندار وهو المدبر للعسكر السيفي أعلامهم في وهدة من الأرض لا يراها إلا من هو بالقرب منها فلما لم يرها الناس ظنوا أن السلطان قد هزم فلم يثبتوا وانهزموا ولم يلو أخ على أخيه ولم يقتل بين الفريقين على كثرتهم غير رجل واحد ووصل سيف الدين إلى حلب وترك بها أخاه عز الدين مسعودًا في جمع من العسكر ولم يقم هو وعبر الفرات وسار إلى الموصل وهو لا يصدق أنه ينجو‏.‏

وظن أن صلاح الدين يعبر الفرات ويقصده بالموصل فاستشار وزيره جلال الدين ومجاهد الدين قايماز في مفارقة الموصل والاعتصام بقلعة عقر الحميدية فقال له مجاهد الدين‏:‏ أرأيت إن ملكت الموصل عليك أتقدر أن تمنع ببعض أبراج الفصيل فقال‏:‏ لا‏.‏

فقال‏:‏ برج في الفصيل خير من القعر وما زال الملوك ينهزمون ويعاودون الحرب واتفق هو والوزير على شد أزره وتقوية قلبه فثبت ثم أعرض عن زلفندار وعزله واستعمل مكانه على إمارة الجيوش مجاهد وقد ذكر العماد الكاتب في كتاب البرق الشامي في تاريخ الدولة الصلاحية أن سيف الدين كان عسكره في هذه الوقعة عشرين ألف فارس ولم يكن كذلكن غنما كان على التحقيق يزيد على ستة آلاف فارس اقل من خمسمائة فإنني وقفت على جريدة العرض وترتيب العسكر للمصاف ميمنة وميسرة وقلبًان وجاليشة وغير ذلك وكان المتولي لذلك والكاتب له أخي مجد الدين أبا السعادات المبارك بن محمد بن عبد الكريم رحمه الله وإنما قصد العماد أن يعظم أمر صاحبه بأنه هزم بستة آلاف عشرين ألفًا والحق أحق أن يتبع ثم ياليت شعري كم هي الموصل وأعمالها إلى الفرات حتى يكون لها وفيها عشرون ألف فارس


 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق