إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 26 يوليو 2016

238 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير ذكر وفاة قطب الدين مودود بن زنكي وملك ابنه سيف الدين غازي



238


الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير

ذكر وفاة قطب الدين مودود بن زنكي وملك ابنه سيف الدين غازي

في هذه السنة في ذي الحجة مات قطب الدين مودود بن زنكي ابن آقسنقر صاحب الموصل بالموصل وكان مرضه حمى حادة ولما اشتد مرضه أوصى بالملك بعده لأبنه الأكبر عماد الدين زنكي ثم عدل عنه إلى ابنه الأكبر سيف الدين غازي وإنما صرف الملك عن ابنه الأكبر عماد الدين زنكي بن مودود لأن القيم بأمور دولته والمقدم فيها كان خادمًا له يقال له فخر الدين عبد المسيح وكان يكره عماد الدين لأنه كان طوع عمه نور الدين لكثرة مقامه عنده ولأنه زوج ابنته وكان نور الدين يبغض عبد المسيح فاتفق فخر الدين وخاتون ابنة حسام الدين تمرتاش بن إيلغازي وهي والدة سيف الدين على صرف الملك عن عماد الدين إلى سيف الدين فرحل عماد الدين إلى عمه نور الدين مستنصرًا به ليعينه على أخذ الملك لنفسه‏.‏

وتوفي قطب الدين وعمره نحو أربعين سنة وكان ملكه إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر ونصفًا وكان فخر الدين هو المدبر للأمور والحاكم في الدولة وكان قطب الدين من أحسن الملوك سيرة وأعفهم عن أموال رعيته محسنًا إليهم كثير الإنعام عليهم محبوبًا إلى كبيرهم وصغيرهم عطوفًا على شريفهم ووضيعهم كريم الأخلاق حسن الصحبة معهم فكأن القائل أراد بقوله‏:‏ خلق كماء المزن طيب مذاقه والروضة الغناء طيب نسيم كالسيف لكن فيه حلم واسع عمن جنى والسيف غير حليم كالغيث إلا أن وابل جوده أبدًا وجود الغيث غير مقيم كالدهر إلا أنه ذو رحمة والدهر قاسي القلب غير رحيم وكان سريع الانفعال للخير بطيئًا عن الشر جم المناقب قليل المعايب رحمه الله ورضي عنه وعن جميع المسلمين بمنه وكرمه إنه جواد كريم‏.‏

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق