232
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة رؤي في دار الخليفة المستنجد بالله رجل غريب في الطريق الذي يركب فيه وفي زنده سكين صغيرة وفي يده سكين أخرى كبيرة فأخذوه وقرروه فقال: أنا من حلب.
فحبس وعوقب البواب ولم يعلم من أين دخل.
وفيها قبض ابن البلدي وزير الخليفة على الحسين بن محمد المعروف بابن السيبي وعلى أخيه الأصغر وكانا ابني عمة عضد الدين أستاذ الدار وكان الأصغر عامل البيمارستان فقطعت يده ورجله قيل كان عنده صنج زائدة يقبض بها وتحمل إلى الديوان بالصنج الصحيحة وقيل غير ذلك وحمل إلى البيمارستان فمات فيه.
وكان شاعرًا فمن شعره وهو في الحبس هذه الأبيات: سلام على أهلي وصحبي وجلاسي ومن في فؤادي ذكرهم راسب راسي أعالج فيكم كل هم ولا أرى لداء همومي غير رؤيتكم آسي لقد أبدت الأيام لي كل شدة تشيب لها الأكباد فضلًا عن الراسي فيا ابنة عبد الله صبرًا على الذي لقيت فهذا الحكم من مالك الناس فلو أبصرت عيناك ذلي بكيت لي بدمع سوي بالمدامع رجاس أقول لقلبي والهموم تنوشه وقد حدثته النفس بالضر والياس وما حذري إلا على النفس لا على سواها لأني حلف فقر وإفلاس وفيها توفي المعمر ابن عبد الواحد بن رجار أبو أحمد الأصفهاني الحافظ يروي عن أصحاب أبي نعيم وكان موته بالبداية ذاهبًا إلى الحج في ذي القعدة.
وفي رجب منها توفي الشيخ ابو محمد الفارقي المتكلم على الناس وكان أحد الزهاد له كرامات كثيرة وكان يتكلم على الخاطر وكلامه مجموع مشهور.
وفيها مات جعيفر الرقاث من ندماء دار الخلافة.
وفي شوال منها توفي القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى القريشي الدمشقي.
وفي ذي الحجة توفي نجم الدين بن محمد بن علي بن القاسم الشهرزوري قاضي الموصل وولي ابنه حجة الدين عبد القاهر القضاء.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق