226
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير
ذكر ملك نور الدين قلعة جعبر
في هذه السنة ملك نور الدين محمود بن زنكي قلعة جعبر أخذها من صاحبها شهاب الدين مللك بن علي بن مالك العقيلي وكانت بيده ويد آبائه من قبله من أيام السلطان ملك شاه وقد تقدم ذكر ذلك وهي من أمنع القلاع وأحصنها مطلة على الفرات من الجانب الشرقي.
وأما سبب ملكها فإن صاحبها نزل منها يتصيد فأخذوه بنو كلاب وحملوه إلى نور الدين في رجب سنة ثلاث وستين فاعتقله وأحسن إليه ورغبه في المال والإقطاع ليسلم إليه القلعة فلم يفعل فعدل إلى الشدة والعنف وتهدده فلم يفعل فسير إليها نور الدين عسكرًا مقدمه الأمير فخر الدين مسعود بن أبي علي الزعفراني فحصرها مدة فلم يظفر منها بشيء فأمدهم بعسكر آخر وجعل على الجميع الأمير مجد الدين أبا بكر المعروف بابن الداية وهو رضيع نور الدين وأكبر أمرائه فحصرها أيضًا فلم ير له فيها مطمعًا فسلك مع صاحبها طريق اللين وأشار عليه أن يأخذ من نور الدين العوض ولا يخاطر في حفظها بنفسه فقبل قوله وسلمها فاخذ عوضًا عنها سروج وأعمالها والملاحة التي بين حلب وباب بزاعة وعشرين ألف دينار معجلة وهذا إقطاع عظيم جدًا إلا أنه لا حصن فيه.
وهذا آخر أمر بني مالك بالقلعة ولكل أمر أمد ولكل ولاية نهاية.
بلغني أنه قيل لصاحبها: أيما أحب إليك وأحسن مقامًا سروج الشام أم القلعة هذه أكثر مالًا وأما العز ففارقناه بالقلعة.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق