2366
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
صفحة 179 حتى صفحة 342
حصار الاتابك زنكي مدينة حمص واستيلاؤه على بغدوين وهزيمة الافرنج واستيلاؤه على حمص:
ثم سار الاتابك في العساكر في شعبان سنة إحدى وثلاثين إلى مدينة حمص، وبها
يومئذ معين الدين بن القائم بدولة صاحب دمشق وحمص من أقطاعه، فقدم إليه صاحبه صلاح الدين الباغيسياني في تسليمها فاعتذر بأن ذلك ليس من الاصابة فحاصرها والرسل تردد بينهما، وامتنعت عليه فرحل عنها إلى بغدوين من حصون الافرنج في شوال من السنة فجمع الافرنج، وأوعبوا وزحفوا إليه واشتد القتال بينهم. ثم هزم الله العدو ونجا المسلمين منهم، ودخل ملوكهم إلى حصن بغدوين فامتنعوا به، وشد الاتابك حصاره. وذهب القسوس والرهبان إلى بلاد النصرانية من الروم، والافرنج يستنجدونهم على المسلمين، ويخوفونهم استيلاء الاتابك على قلعة بغدوين، وما يخشى بعد ذلك من ارتجاعهم بيت المقدس. وجد الاتابك بعد ذلك في حصارها والتضييق عليها حتى جهدهم الحصار ومنع عنهم الأخبار. ثم استأمنوا على أن يحملوا إليه خمسين ألف دينار فأجابهم وملك القلعة. ثم سمعوا بمسير الروم والافرنج لانجادهم ، وكان الاتابك خلال الحصار قد فتح المعرة وكفرطاب في الولايات التي بين حلب وحماة ووهن الافرنج. ثم سار الاتابك زنكي في محرم سنة اثنين وثلاثين إلى بعلبك وملك حصن الممدل من أعمال صاحب دمشق. وبعث إليه نائب بانياس بالطاعة كذلك. ثم كانت حادثة ملك الروم ومنازلته حلب كما نذكره. فسار إلى سلمية ولما انجلت حادثة الروم رجع إلى حصار حمص وبعث إلى محمود صاحب دمشق في خطبة أمه مردخان بنت جاولي التي قتلت ابنها فتزوجها، وملك حمص وقلعتها. وحملت الخاتون إليه في رمضان، وظن أنه يملك دمشق بزواجها فلم يحصل على شيء من ذلك. والله تعالى يؤيد بنصره من يشاء من عباده.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق