إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 29 يناير 2015

2350 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون المجلد الخامس صفحة 179 حتى صفحة 342 ولاية عماد الدين زنكي علي الموصل وأعمالها:


2350

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

 من تاريخ العلامة ابن خلدون

المجلد الخامس

صفحة 179 حتى صفحة 342


ولاية عماد الدين زنكي علي الموصل وأعمالها:

قد قدمنا ان عز الدين مسعود بن البرسقي لما قتل الباطنية أباه بالموصل، وكان نائبه بحلب فبادر إلى الموصل وضبط أمورها، وخاطب السلطان محمودا فولاه مكان أبيه وكان شجاعاً قرماً فطمع في ملك الشام فسار وبدأ بالرحبة فحاصرها، حتى استأمن إليه أهل القلعة. وطرقه مرض فمات، وتفرقت عساكره ونهب بعضهم بعضاً، حتى شغلوا عن دفنه. وكان جاولي مولى أبيه مقدم العساكر عنده فنصب مكانه أخاه الأصغر، وكاتب

السلطان في تقرير ولايته. وأرسل في ذلك الحاجب صلاح الدين محمد الباغيسياني، والقاضي أبا الحسن علي ابن القاسم الشهرزوري فأوصى صلاح الدين صهره جقري فيما جاء فيه. وكان شيعة لعماد الدين زنكي فخوف الحاجب وحذره مغبة حاله معه. وأشار عليه وعلى القاضي بطلب عماد الدين زنكي، وضمن لهما عنده الولايات والإقطاع. وركب القاضي مع الحاجب إلى الوزير شرف الدين أنو شروان ابن خالد. وذكر له حال الجزيرة والشام واستيلاء الإفرنج على أكثرها من ماردين إلى العريش. وأنها تحتاج إلى من يكف طغيانهم، وابن البرسقي المنصوب بالموصل صغير لا يقوى على مدافعتهم، وحماية البلاد منهم. ونحن قد خرجنا عن العهدة وأنهينا الأمر إليكم فرفع الوزير قولهما إلى السلطان فشكرهما، واستدعاهما واستشارهما فيمن يصلح للولاية فذكرا جماعة، وأدرجا فيهم عماد الدين زنكي، وبذلا عنه مالا جزيلا لخزانة السلطان فأجابهما إليه لما يعلم من كفايته وولاه البلاد كلها وكتب منشوره بها وشافهه بالولاية. وسار إلى ولايته فبدأ بالفوارع وملكها. ثم سار إلى الموصل، وخرج جاولي والعساكر للقائه.

ودخل الموصل في رمضان سنة إحدى وعشرين وبعث جاولي واليا على الرحبة، وولى على القلعة نصير الدين جقري. وولى على حجابته صلاح الدين الباغيسياني. وعلى القضاء ببلاده جميعا بهاء الدين الشهرزوري. وزاد في إقطاعه. وكان لا يصدر إلا عن رأيه. ثم خرج إلى جزيرة ابن عمر وبها موالي البرسقي



 فامتنعوا عليه وحاصرهم. وكان بينه وبين البلد دجلة فعبرها. وبين دجلة والبلد فسيح من الأرض فعبر دجلة. وقاتلهم في ذلك الفسيح. وهزمهم فتحصنوا بالأسوار.

ثم استأمنوا فدخل البلد وملكه وسار لنصيبين. وكانت لحسام الدين تمرتاش بن أبي الغازي صاحب ماردين فاستنجد عليه ابن عمه ركن الدولة داود بمن سقمان صاحب كيفا فوعده بالنجدة وبعث حسام الدين بذلك إلى أهل نصيبين، يأمرهم بالمصابرة عشرين يوما إلى حين وصوله فسقط في أيديهم لعجزهم عن ذلك. واستأمنوا لعماد الدين فأمنهم وملكها وسار عنها لسنجار فامتنعوا عليه أولا. ثم استأمنوا وملكها. وبعث منها إلى الخابور فملك جميعه. ثم سار إلى حران. وكانت الرها وسروج والبيرة في جوارها للافرنج وكانوا معهم في ضيقة فبادر أهل حران إلى طاعته. وأرسل إلى جوسكين وهادنه حتى يتفرغ له فاستقر بينهما الصلح. والله تعالى أعلم.



يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق