إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 29 يناير 2015

2334 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون المجلد الخامس صفحة 179 حتى صفحة 342 استيلاء الإفرنج علي القسطنطينية:



2334

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

 من تاريخ العلامة ابن خلدون

المجلد الخامس

صفحة 179 حتى صفحة 342


استيلاء الإفرنج علي القسطنطينية:

كان هؤلاء الإفرنج بعد ما ملكوه من بلاد الشام اختلفت أحوالهم في الفتنة والمهادنة

مع الروم بالقسطنطينية، لاستيلائهم على الثغور من بلاد المسلمين التي تجاور الروم التي كانت بأيديهم من قبل وظاهرهم الروم على المسلمين في بعض المرات ثم غلبوا عليهم آخراً . وملكوا القسطنطينية من أيديهم فأقامت في أيديهم مدة. ثم ارتجعها الروم على يد شكري من بطارقتهم وكيفية الخبر عن ذلك أنّ ملوك الروم أصهروا إلى ملوك الإفرنج وتزوجوا منهم بنتاً لملك الروم فولدت ذكرا خاله الافرنسيس وثب عليه أخوه فانتزع الملك من يده وحبسه، ولحق الولد بملك الإفرنج خاله مستصرخاً به فوصل إليه، وقد تجهز الإفرنج لاستنقاذ القدس من يد المسلمين. وكان صلاح الدين قد ارتجعها منهم كما يأتي في أخباره إن شاء الله تعالى. وانتدب لذلك ثلاثة من ملوكهم دموس البنادقة وهو صاحب الأسطول الذي ركبوا فيه وكان



 شيخا أعمى لا يركب  ولا يمشي إلا بقائد. ومقدم الفرنسيس ويسمى المركيش، والثالث يسمى كبداقليد وهو أكثرهم عددا فجعل الملك ابن أخته معهم، وأوصاهم بمظاهرته على ملكه بالقسطنطينية، ووصلوا إليها في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وخمسمائة، فخرج عمّ الصبي وقاتلهم. واضرم شيعة الصبي النار في نواحي البلاد فاضطرب العسكر ورجعوا، وفتح شيعة الصبي باب المدينة، وأدخلوا الإفرنج. وخرج عمه هارباً ونصب الإفرنج الصبي في الملك، وأطلقوا أباه من السجن واستبدوا بالحكم وصادروا الناس وأخذوا مال البيع، وما على الصلبان من الذهب، وما على تماثيل المسيح والحواريين، وما على الإنجيل فعظم ذلك على الروم ووثبوا بالصبي فقتلوه، وأخرجوا الإفرنج من البلد، وذلك منتصف سنة ستمائة. وأقام الإفرنج بظاهرها محاصرين لهم. وبعث الروم صريخا إلى صاحب قونية ركن الدين سليمان بن قليج ارسلان، ينهض لذلك وكان بالمدينة متخلفون من الإفرنج يناهزون ثلاثين ألفاً فثاروا بالبلد عند شغل الروم بقتال أصحابهم، وأضرموا النار ثانياً فاقتحم الإفرنج وأفحشوا في النهب والقتل. ونجا كثير من الروم إلى الكنائس وأعظمها كنيسة سوميا فلم تغن عنهم. وخرج القسيسون والأساقفة في أيديهم الإنجيل والصلبان فقتلوهم. ثم تنازع الملوك الثلاثة على الملك بها، وتقارعوا فخرجت القرعة على كبداقليد فملكها على أن يكون لدموس البنادقة الجزائر البحرية اقريطش ورودس وغيرهما. ويكون لمركيش الافرنسيس شرقي الخليج، ولم يحصل أحد منهم شيئا إلا ملك القسطنطينية كبداقليد وتغلب على شرقي الخليج بطريق من بطارقة الروم اسمه شكري فلم يزل بيده إلى أن مات. ثم غلب بعد ذلك على القسطنطينية وملكها من يد الإفرنج، والله غالب على أمره.



يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق