إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 30 يناير 2015

2386 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون المجلد الخامس صفحة 179 حتى صفحة 342 استيلاء نور الدين على شيزر:


2386

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

 من تاريخ العلامة ابن خلدون

المجلد الخامس

صفحة 179 حتى صفحة 342


استيلاء نور الدين على شيزر:

شيزر هذه حصن قريت من حماة على نصف مرحلة منها على جبل منيع عال لا يسلك إليه إلا من طريق واحدة، وكانت لبني منقذ الكنانيين  يتوارثون ذلك من أيام صالح بن مرداس صاحب حلب من أعوام عشرين وأربعمائة، إلى أن انتهى ملكه إلى المرهف نصر بن علي بن



 نصير بن منقذ بعد أبيه أبي الحسن علي. فلما حضره الموت سنة تسعين وأربعمائة عهد لأخيه أبي سلمة بن مرشد، وكان عالماً بالقراءات والأدب، وولى مرشد أخاه الأصغر سلطان بن علي، وكان بينهما من الإتفاق والملاءمة ما لم يكن بين إثنين. ونشأ لمرشد بنون كثيرون و    في السود، منهم عز الدولة أبو الحسن علي، ومؤيد الدولة أسامة وولده علي وتعدد ولده ونافسوا بني عمهم، وفشت بينهم السعايات فتماسكوا لمكان مرشد والتئامه بأخيه. فلما مات مرشد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة تنكر أخوه سلطان لولده، وأخرجهم من شيزر فتفرقوا وقصد بعضهم نور الدين فامتعض لهم وكان مشتغلا عنهم بالافرنج. ثم توفي سلطان وقام بأمر شيزر أولاده، وراسلوا الإفرنج فحنق نور الدين عليهم لذلك. ثم وقعت الزلازل بالشام وخرب أكثر مدنه مثل: حماة وحمص وكفرطاب والمعرة وأفامية وحصن الأكراد وعرقة ولاذقية وطرابلس وأنْطاكِية. هذه سقطت جميعها وتهدمت سنة إثنتين وخمسين، وما سقط بعضه وتهدمت أسواره فأكثر بلاد الشام. وخشي نور الدين عليها من الإفرنج فوقف بعساكره في أطراف البلاد حتى رم ما تثلم من أسوارها. وكان بنو منقذ أمراء شيزر قد اجتمعوا عند صاحبها منهم في دعوة فأصابتهم الزلزلة مجتمعين فسقطت عليهم القلعة، ولم ينج منهم أحد. وكان بالقرب منها بعض أمراء نور الدين فبادر وصعد إليها، وملكها منه نور الدين ورم ما تثلم من أسوارها، وجدد بناءها فعادت كما كانت، هكذا قال ابن الأثير. وقال ابن خلكان: وفي سنة أربع وسبعين وأربعمائة استولى بنو منقذ على شيزر من يد الروم، والذي تولى فتحها منهم علي بن منقذ بن نصر بن سعد، وكتب إلى بغداد بشرح الحال ما نصه:

كتابي من حصن شيزر حماه الله، وقد رزقني الله من الاستيلاء على هذا المعقل العظيم ما لم يتأت لمخلوق في هذا الزمان. وإذا عرف الأمر على حقيقته علم أني هزبر هذه الأمة، وسليمان الجن والمردة، وأنا أفرّق بين المرء وزوجه، واستنزل القمر من محله. أنا أبو النجم وشعري شعري نظرت إلى هذا الحصن فرأيت أمراً يذهل الألباب، يسع ثلاثة آلاف رجل بالأهل والمال، وتمسكه خمس نسوة فعمدت إلى تل بينه وبين حصن الروم يعرف بالحواص، ويسمى هذا التل بالحصن فعمرته حصناً، وجمعت فيه أهلي وعشيرتي ونفرت نفرة على حصن الحواص فأخذته بالسيف من الروم ومع ذلك فلما أخذت من به من الروم أحسنت إليهم وأكرمتهم ومزجتهم بأهلي وعشيرتي، وخلطت خنازيرهم بغنمي، ونواقيسهم بصوت الأذان. ورأى أهل شيزر فعلي ذلك فأنسوا بي، ووصل إلى منهم قريب من نصفهم فبالغت في إكرامهم. ووصل إليهم مسلم بن قريش العقيلي فقتل



 من أهل شيزر نحو عشرين رجلاً. فلما إنصرف مسلم عنهم سلموا إلى الحصن. إنتهى كتاب علي بن منقذ. وبين هذا الذي ذكره ابن خلكان والذي ذكره ابن الأثير نحو خمسين سنة. وما ذكره ابن الأثير أولي لأن الإفرنج لم يملكوا من الشام شيئاً في أوائل المائة الخامسة، والله سبحانه وتعالى أعلم.



يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق