2380
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
صفحة 179 حتى صفحة 342
استيلاء السلطان محمود على سنجار:
ولما ملك قطب الدين مودود الموصل، وكان أخوه نور الدين محمود بالشام، وكان
أكبر منه، وله حلب وحماة، كاتبه جماعة من الأمراء بعد أخيه غازي. وفيمن كاتبه نائب سنجار المقدم عبد الملك فبادر إليه في سبعين فارسا من أمرائه، وسبق أصحابه في يوم مطير إلى مساكن. ودخل البلد، ولم يعرفوا منه إلا أنه أمير من جند التركمان. ثم دخل على الشحنة بيته فقبل يده وأطاعه، ولحق به أصحابه، وساروا جميعاً إلى سنجار، وأغذ السير فقطع عنه أصحابه ووصل إلى سنجار في فارسين، ونزل بظاهر البلد. وبعث إلى المقدم فوصله، وكان قد سار إلى الموصل. وترك ابنه شمس الدين محمد بالقلعة فبعث في أثر أبيه وعاد من طريقه، وسلم سنجار إلى نور الدين محمود فملكها. واستدعى فخر الدين قرى ارسلان صاحب كيفا لمودة بينهما فوصل في عساكره، وبلغ الخبر إلى قطب الدين صاحب الموصل، ووزيره جمال الدين، وأمير جيشه زين الدين فساروا إلى سنجار للقاء نور الدين محمود، وانتهوا إلى تل اعفر، ثم خاموا عن لقائه. وأشار الوزير جمال الدين بمصالحته وسار إليه بنفسه فعقد معه الصلح، وأعاد سنجر على أخيه قطب الدين. وسلم له أخوه مدينة حمص والرحبة والشام فانفرد بملك الشام، وانفرد أخوه قطب الدين بالجزيرة واتفقا. وعاد نور الدين إلى حلب، وحمل ما كان لأبيهم الاتابك زنكي من الذخيرة لسنجار، وكان لا يعبر عنها، والله تعالى أعلم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق