إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 30 يناير 2015

2362 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون المجلد الخامس صفحة 179 حتى صفحة 342 استيلاء الاتابك على قلاع الهكارية وقلعة كواشي:



2362

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

 من تاريخ العلامة ابن خلدون

المجلد الخامس

صفحة 179 حتى صفحة 342


استيلاء  الاتابك  على قلاع الهكارية وقلعة كواشي:

حدّث ابن الأثير عن الجنيبي أن الاتابك زنكي لما ملك قلاع الحميدية وأجلاهم

عنها، خاف أبو الهيجاء بن عبد الله على قلعة أشب والجزيرة وكواشي فاستأمن  الاتابك  واستحلفه، وحمل له مالا. ثم وفد عليه بالموصل بعد أن أخرج ابنه أحمد من أشب خشية أن يغلب عليها، وأعطاه قلعة كواشي وولى على أشب رجلا من الكرد، واسمه باد الأرمني. وإبنه أحمد هذا هو أبو علي بن أحمد المشطوب من أمراء السلطان صلاح الدين. ولما مات أبو الهيجاء واسمه موسى، وسار أحمد إلى أشب ليملكها فامتنع عليه باد وأراد حفظها لعلي الصغير من بني أبي الهيجاء فسار  الاتابك  زنكي في عساكره، ونزل على أشب، وبرز أهلها لقتاله. واستجرهم حتى أبعدوا، ثم كرّ عليهم فأفناهم قتلا وأسرا، وملك القلعة في الحال. وسيق إليه باد في جماعة من مقدمي الأكراد، وقتلهم، وعاد إلى الموصل. ثم سار غازياً في بعض مذاهبه فبعث نائبه نصر الدين جقري عسكرا، وخلى كنجا ورسى في قلعة العمادية، وحاصروا قلعة الشغبان وفرح وكواشي والزعفراني والغيّ وسرف وسفروه، وهي حصون الهكارية فحاربها وملكها جميعا. واستقام أمر الجبل والزوزن. وأمنت الرعية من الأكراد. وأما باقي قلاع الهكارية وهي حلا وصورا وهزور والملايسي ويامرما ومانرجا وباكرا ونسرفان قراجا صاحب العمادية فتحها بعد قتل زنكي بمدة طويلة. كان أميراً على تلك الحصون الهكارية من قبل زين الدين علي، على ما قال ابن الأثير. ولم أعلم تاريخ فتح هذه القلاع فلهذا ذكرته هنا. قال وحدّثني بخلاف هذا الحديث بعض فضلاء الأكراد. أن أبا بكر زنكي، لما فتح قلعة أسب وحرساني وقلعة العمادية، ولم يبق في الهكارية إلا صاحب جبل صورا وصاحب هزور، ولم يكن لهما شوكة يخشى منهما. ثم عاد إلى الموصل وخافه أهل القلاع الجبلية.  ثم توفي عبد الله بن عيسى بن إبراهيم صاحب الريبة والغي، وفرح وملكها بعده ابنه علي وكانت أمه خديجة ابنة الحسن أخت إبراهيم وعيسى، وهما من الأمراء مع زنكي بالموصل فأرسلها ابنها علي إلى أخويها المذكورين، وهما خالاه ليستأمنا له من  الاتابك  فاستحلفاه، وقدم عليه فأقره على قلاعه، واستقل بفتح قلاع الهكارية. وكان الشغبان هذا الأمير من المهرانية اسمه الحسن بن عمر فأخذه منه، وخربه لكبره وقلة أعماله. وكان نصر الدين جقري يكره عليا صاحب الريبة والغي وفرح فسعى عند  الاتابك  في حبسه فأمره بحبسه ثم ندم وكتب إليه أن يطلقه فوجده قد مات فاتهم نصر الدين بقتله. ثم بعث العساكر إلى قلعة الرحبية فنازلوها بغتة وملكوها عنوة وأسروا ولد علي وإخوته، ونجت أمه خديجة لمغيبها.



 وجاء البشير إلى  الاتابك  بفتح الريبة فسره ذلك. وبعث العساكر إلى ما بقي من قلاع علي فأبى إلا أن يزيدوه قلعة كواشي، فمضت خديجة أم علي إلى صاحب كواشي من المهرانية، واسمه جرك راهروا وسألته النزول عن كواشي لاطلاق اسراهم ففعل ذلك، وتسلم زنكي القلاع، وأطلق الأسرى، واستقامت له جبال الاكراد، والله تعالى أعلم.




يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق