2359
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
صفحة 179 حتى صفحة 342
حصار المسترشد الموصل:
ولما وقع ما قدمناه من وصول زنكي. إلى بغداد، وانهزامه أمام المسترشد حقد عليه المسترشد ذلك وأقام يتربص. ثم كثر الخلاف بين سلاطين السلجوقية، واعتزلهم جماعة من أمرائهم فرارا من الفتنة ولحقوا بالخليفة وأقاموا في ظله فأراد الخليفة المسترشد أن ينتصف بهم من الاتابك زنكي، فقدم إليه بهاء الدين أبا الفتوح الاسقرابن الواعظ وحمله عتابا أغلظ فيه، وزاده الواعظ غلظة حفظا على ناموس الخلافة في معتقده، فامتعض الاتابك لما شافهه به وأهانه وحبسه. وأرسل المسترشد إلى السلطان مسعود على قصد الموصل وحاصرها لما وقع من زنكي. ثم سار في شعبان سنة سبع وعشرين إلى الموصل في ثلاثين ألف مقاتل. فلما قارب الموصل فارقها الاتابك زنكي إلى سنجار، وترك نائبه بها نصر الدين جقري، وجاء المسترشد فحاصرها والأتابك زنكي قد قطع الميرة عن معسكره فتعذرت الأقوات، وضاقت عليهم الأحوال، وأرادت جماعة من أهل البلد الوثوب بها. وسعى بهم فأخذوا وصلبوا ودام الحصار ثلاثة أشهر، وامتنعت عليه فأفرج عنها وعاد إلى بغداد. وقيل انّ مطر الخادم جاءه من بغداد وأخبره أن السلطان مسعودا عازم على قصد العراق، فعاد مسرعاً.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق