إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 29 نوفمبر 2014

446 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ابن قيم الجوزية ) الجزء الثالث فصل فى غزوة ذات السلاسل


446

زاد المعاد في هدي خير العباد ( ابن قيم الجوزية ) الجزء الثالث

         فصل

فى غزوة ذات السلاسل

         وهى وراء وادى القُرى  بضم السين الأُولى وفتحها لغتان  وبينها وبينَ المدينة عشرةُ أيام، وكانت فى جُمادى الآخرة سنة ثمان.
         قال ابن سعد: بلغ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن جمعاً مِن قُضاعة قد تجمَّعُوا يُرِيدُونَ أن يدنُوا إلى أطراف المدينة، فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عمرَو بن العاص، فعقد له لواءً أبيض، وجعل معه رايةً سوداءَ، وبعثه فى ثلاثمائة مِن سَراة المهاجرين والأنصار، ومعهم ثلاثون فرساً، وأمره أن يستعينَ بمن مرَّ به من بَلِيٍّ، وعُذْرَةَ، وبَلْقَينِ، فسار اللَّيل، وكَمَن النهار، فلما قَرُبَ مِن القوم، بلغه أن لهم جمعاً كثيراً، فبعث رافعُ بن مَكِيثٍ الجُهَنى  إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمدُّه، فبعث إليه أبا عُبيدة بنَ الجرَّاح فى مائتين، وعقد له لِواء، وبعث له سَراة المهاجرين والأنصار، وفيهم أبو بكر، وعمرُ، وأمره أن يلحقَ بعمرو، وأن يكونا جميعاً ولا يختلِفا، فلما لحق به، أراد أبو عبيدةَ أن يَؤُمَّ الناسَ، فقال عمرو: إنما قَدِمْتَ علىَّ مدداً وأنا الأميرُ، فأطاعه أبو عبيدة، فكان عمرو يُصلِّى بالناس، وسار حتى وطئ بلاد قضاعة، فدوّخها حتى أتى إلى أقصى بلادهم، ولقى فى آخر ذلك جمعاً، فحمل عليهم المسلمون فهربُوا فى البلاد، وتفرَّقُوا، وبعث عوفَ بن مالك الأشجعى  بريداً إلى رسول صلى الله عليه وسلم فأخبره بقُفولهم وسلامتهم وما كان فى غزاتهم.
         وذكر ابنُ إسحاق  نزولَهم على ماء لِجُذام يقال له: السلسل، قال: وبذلك سميت ذات السلاسل.
         قال  الإمام أحمد: حدثنا محمد بن أبى عدى، عن داود، عن عامر قال: بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جيشَ ذاتِ السَّلاسِل، فاستعمل أبا عُبيدة على المهاجرينَ، واستعمل عَمْرو بنَ العاص على الأعراب، وقال لهما: ((تَطَاوَعا)) قال: وكانوا أُمِرُوا أن يُغيرُوا على بَكر، فانطلق عمرو، وأغار على قُضاعة لأن بكراً أخوالُه، قال: فانطلق المغيرةُ بن شعبة إلى أبى عُبيدة فقال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم استعملك علينا، وإن ابن فلان قد اتبع أمر القوم، فليس لك معه أمرٌ، فقال أبو عبيدة: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نَتَطَاوَعَ، فأنا أُطيع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وإن عصاه عمرو.
         




يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق