224
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث
ثم دخلت سنة عشر ومائة
وتشمل الاحداث الاتية ذكرها
== ذكر وقعة كمرجه
== ذكر ردة أهل كردر
وغيرها في هذه السنة أرسل أشرس إلى أهل سمرقند وما وراء النهر يدعوهم إلى الإسلام على أن توضع عنهم الجزية وأرسل في ذلك أبا الصيداء صالح بن طريف مولى بني ضبة والربيع بن عمران التميمي.
فقال أبو الصيداء: إنما أخرج على شريطة أن من أسلم لا تؤخذ منه الجزية وإنما خراج خراسان على رؤوس الرجال.
فقال أشرس: نعم.
فقال أبو الصيداء لأصحابه: فإني أخرج فإن لم يف العمال أعنتموني عليهم قالوا: نعم.
فشخص إلى سمرقند من حولها إلى الإسلام على أن توضع عنهم الجزية فسارع الناس فكتب غوزك إلى أشرس أن الخراج قد انكسر.
فكتب أشرس إلى ابن أبي العمرطة: إن في الخراج قوة للمسلمين وقد بلغني أن أهل الصغد وأشباههم ما أسلموا رغبة إنما أسلموا تعوذًا من الجزية فانظر من اختتن وأقام الفائض وقرأ سورة من القرآن فارفع خراجه.
ثم عزل أشرس ابن أبي العمرطة عن الخراج وصيره إلى هانئ بن هانئ فمنعم أبو الصيداء من أخذ الجزية ممن أسلم فكتب هانئ إلى أشرس: عن الناس قد أسلموا وبنوا المساجد.
فكتب أشرس إليه وإلى العمال: خذوا الخراج ممن كنتم تأخذونه منه.
فأعادوا الجزية على من أسلم.
فامتنعوا واعتزلوا في سبعة آلاف على عدة فراسخ من سمرقند وخرج إليهم أبو الصيداء وربيع بن عمران التميمي والهيثم الشيباني وأبو فاطمة الأزدي وعامر بن قشيراء وبجير الخجندي وبنان العنبري وإسماعيل بن عقبة لينصروهم فعزل أشرس ابن أبي العمرطة عن الحرب وأستعمل مكانه المجشر بن مزاحم السمي على الحرب وصم إليه عميرة بن سعد الشيباني.
فلما قدم المجشر كتب إلى أبي الصيداء يسأله أن يقدم عليه هو وأصحابه فقدم أبو الصيداء وثابت قطنة فحبسهما فقال أبو الصيداء: غرتم ورجعتم عما قلتم.
فقال هانئ: ليس بغدر ما كان فيه حقن الدماء ثم سيره إلى أشرس فكتبوا إليه فكتب أشرس: ضعوا عنهم الخراج فرجع أصحاب أبي الصيداء وضعف أمرهم فتبع الرؤساء فأخذوا وحملوا إلى مرو وبقي ثابت محبوسًا فألح هانئ في الخراج واستخفوا بعظماء العجم والدهاقين وأقيموا وتخرقت ثيابهم وألقيت مناطقهم في أعتاقهم وأخذوا الجزية ممن أسلم من لضعفاء فكفرت الصغد وبخارى واستجاشوا الترك.
ولم يزل ثابت قطنة في حبس المجشر حتى قدم نصر بن سيار إلى المجشر واليًا فحمله إلى أشرس فحبسه وكان نصر قد أحسن إليه فقال ثابت يمدحه بأبيات يوقل فيها: ما هاج شوقك من نؤيٍ وأحجار ومن رسومٍ عفاها صوب أمطار لا يصرف الجند حتى يستفئ بهم نهبًا عظيمًا ويحوي ملك جبار إني وإن كنت من جذم الذي نضرت منه الفروع وزندي الثاقب الواري لذاكر منك أمرًا قد سبقت به من كان قبلك يا نصر بن سيار ناضلت عني نضال الحر إذا قصرت دوني العشيرة واستبطأت أنصاري وصار كل صديقٍ كنت آمله ألبًا علي ورث الحبل من جاري وما تبلست بالأمر الذي وقعوا به علي ولا دنست أطماري ولا عصيت إمامًا كان طاعته حقًا علي ولا قارفت من عار وخرج أشرس غازيًا فنزل آمل فأقام ثلاثة أشهر.
وقدم قطن بن قتيبة بن مسلم فعبر النهر في عشرة آلاف فأقبل أهل الصغد وبخارى معهم خاقان والترك فحصروا قطنًا في خندقه فأرسل خاقان من أغار على مسرح الناس فأخرج أشرس ثابت قطنة بكفالة عبد الله بن بسطام بن مسعود بن عمرو فوجهه مع عبد الله بن بسطام في خيل فاتلوا الترك بآمل حتى استنقذوا ما بأيديهم ورجع الترك.
ثم عبر أشرس بالناس إلى قطن وبعث أشرس سرية مع مسعود أحد بني حيان فلقيهم العدو فقاتلوهم فقتل رجال من المسلمين وهزم مسعود فرجع إلى أشرس وأقبل العدو فلقيهم
المسلمون فجالوا جولة فقتل رجال من المسلمين ثم رجع المسلمون وصبروا فانهزم المشركون وسار أشرس بالناس حتى نزل بيكند فقطع العدو عنهم الماء وأقام المسلمون يومًا وليلةً وعطشوا فرحلوا إلى المدينة التي قطع العدو بها وعلى المقدمة قطن ابن قتيبة فلقيهم العدو فقتلوهم فجهدوا من العطش فمات منهم سبعمائة فعجز الناس عن القتال فحرض الحارث بن سريج الناس فقال: القتل بالسيف أكرم في الدنيا وأعظم أجرًا عند الله من الموت عطشًا.
وتقدم الحارث وقطن في فوارس من تميم فقاتلوا حتى أزالو التر عن الماء فابتدره الناس فشربوا واستقوا.
ثم مر ثابت قطنة بعبد الملك بن دثار الباهلي فقال: هل لك في الجهاد فقال: أمهلني حتى أغتسل وأتحنط.
فوقف له حتى اغتسل ثم مضيا وقال ثابت لأصحابه: أنا أعلم بقتال هؤلاء منك وحرضهم فحملوا واشتد القتال فقال ثابت قطنة: اللهم إني كنت ضيف ابن بسطان البارحة فاجعلني ضيفك الليلة والله لا ينظر إلي بنو أمية مشدودًا في الحديد.
فحمل وحمل أصحابه فرجع أصحابه وثبت هو فرمي برذونة فشب وضربه فأقدم وضرب ثابت فارتث فقال وهو صريع: اللهم إني أصبحت ضيقًا لابن بسطام وأمست ضيفك! فاجعل قراي منك الجنة! فقتلوه وقتلوا معه عدة من المسلمين منهم: صخر بن مسلم بن النعمان العبدي وعبد
الملك بن دثار الباهلي وغيرهما وجمع قطن وإسحاق بن محمد بن حبان خيلًا من المسلمين تبايعوا على الموت فحملوا على العدو فقاتلوهم فكشفوهم وركبهم المسلمون يقتلونهم حتى حجزهم الليل وتفرق العدو وأتى أشرس بخارى فحصر أهلها.
الحارث بن سريج بالسين المهلمة والجيم.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق