إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 2 مايو 2016

209 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث ذكر غزو مسلم الترك




209


الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث

ذكر غزو مسلم الترك
 

ثم قطع مسلم النهر ولحق به من لحق من أصحابه فلما بلغ بخارى أتاه كتاب خالد بن عبد الله بولايته العراق ويأمره بإتمام غزاته‏.‏

فسار إلى فرغانة فلما وصلها بلغه أن خاقان قد أقبل إليه وأنه في موضع ذكروه فارتحل فسار ثلاث مراحل في يوم وأقبل إليهم خاقان فلقي طائفة من المسلمين وأصاب دواب لمسلم وقتل أخو غوزك وثار الناس في وجوههم فأخرجوهم من العسكر ورحل مسلم بالناس فسار ثمانية أيام وهم مطيفون بهم فلما كانت التاسعة أرادوا النزول فشاوروا الناس فأشاروا به وقالوا‏:‏ إذا أصبحنا وردنا الماء والماء منا غير بعيد‏.‏

فنزلوا ولم يرفعوا بناء في العسكر وأحرق الناس ما ثقل من الآنية والأمتعة فحرقوا ماقيمته ألف ألف وأصبح الناس فساروا فوردوا النهر وأهل فرغانة والشاش دونه فقال مسلم بن سعيد‏:‏ أعزم على كل رجل إلا اخترط سيفه ففعلوا وصارت الدنيا كلها سيوفًا فتركوا الماء وعبروا‏.‏

فأقام يومًا ثم قطع من غد واتبعهم ابن لخاقان فأرسل إليه حميد بن عبد الله وهو على الساقة‏:‏ قف لي فإن خلفي مائتي رجل من الترك حتى أقاتلهم وهو مثقل جراحة فوقف الناس وعطف على الترك فقاتلهم وأسر أهل الصغد وقائدهم وقائد الترك في سبعة ومضى البقية ورجع حميد فرمي بنشابه في ركبته فمات‏.‏

وعطش الناس وكان عبد الرحمن العامري حمل عشرين قربة على إبله فساقها الناس جرعًا جرعًا واستسقى مسلم بن يعيد فأتوه بإناء فأخذه جابر أو حارثه بن كثير أخو سليمان بن كثير من فيه فقال مسلم‏:‏ دعوه فما نازعني شربتي إلا من حر دخله‏.‏

وأتوا خجندة وقد أصابهم مجاعة وجهد فانتشر الناس فإذا فارسان يسألان عن عبد الرحمن بن نعيم فأتياه بعهده على خراسان من أسد بن عبد الله أخي خالد فأقراه عبد الرحمن مسلمًا فقال‏:‏ سمعًا وطاعة‏.‏

وكان عبد الرحمن أول من اتخذ الخيام في مفازة آمل‏.‏

قال الخزرج التغلبي‏:‏ قاتلنا الترك فأحاطوا بنا حتى أيقنا بالهلاك فحمل حوثرة بن يزيد بن الحر بن الخنيف على الترك في أربعة آلاف فقاتلهم ساعة ثم رجع وأقبل نصر بن سيار في ثلاثين فارسًا فقاتلهم حتى أزالهم عن مواضعهم فحمل عليهم الناس فانهزم الترك وحوثرة وهو ابن أخي رقبة بن الحر‏.‏

قيل‏:‏ وكان عمر بن هبيرة قال لمسلم بن سعيد خين ولاه‏:‏ ليكن حاجبك من صالح مواليك فإنه لسانك والمعبر عنك وعليك بعمال العذر‏.‏

قال‏:‏ وما عمال العذر قال‏:‏ تأمر أهل كل بلد أن يختاروا لأنفسهم فإن كان خيرًا كان لك وإن كان شرًا كان لهم دونك وكنت معذورًا‏.‏

وكان على خاتم مسلم بن سعيد توبة بن أبي سعيد فلما ولي أسد بن عبد الله خراسان جعله على خاتمة أيضًا ذكر حج هشام بن عبد الملك وحج بالناس هذه السنة هشام بن عبد الملك وكتب له أبو الزناد سنن الحج قال أبو الزناد‏:‏ لقيت هشامًا فإني لفي الموكب إذ لقيه سعيد بن عبد الله ابن الوليد بن عثمان بن عفان فسار إلى جنبه فسمعه يقول‏:‏ يا أمير المؤمنين إن الله لم يزل ينعم على أهل بيت أمير المؤمنين وينصر خليفته المظلوم ولم يزالوا يلعنون في هذه المواطن أبا تراب‏!‏ فإنها مواطن صالحة وأمير المؤمنين ينبغي له أن يلعنه فيها‏.‏

فشق على هشام قوله وقال‏:‏ ما قدمنا لشتم أحد ولا للعنه قدمنا حجاجًا ثم قطع كلامه وأقبل علي فسألني عن الحج فأخبرته بما كتبت له قال‏:‏ وشق على سعيد أني سمعته تكلم



يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق