184
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث
ذكر غزو الصغد
وفي هذه السنة عبر سعيد خذينة النهر وغزا الصغد وكانوا قد نقضوا العهد وأعانوا الترك على المسلمين فقال الناس لسعيد: إنك قد تركت الغزو وقد أغار الترك وكفر أهل الصغد.
فقطع النهر وقصد الصغد فلقيه الترك وطائفة من الصغد فهزمهم المسلمون فقال سعيد: لا تتبعوهم فإن الصغد بستان أمير لمؤمنين وقد هزمتموهم أفتريدون بوارهم وقد قاتلتم يا أهل العراق الخلفاء غير مرة فهل أبادوكم وقال سورة بن الحر لحيان النبطي: ارجع عنهم يا حيان.
قال: عقيرة الله لا أدعها.
قال: انصرف يا نبطي.
قال: أنبط الله وجهك! وسار المسلمون فانتهوا إلى واد بينهم وبين المرج فقطعه بعضهم وقد أكمن لهم الترك فلما جاءهم المسلمون خرجوا عليهم فانهزم المسلمون حتى أنتهوا إلى الوادي فصبروا حتى انكشفوا لهم.
وقيل: بل كان المنهزمون مسلحة المسلمين فما شعروا إلا والترك قد خرجوا عليهم من غيضة وعلى الخيل شعبة بن ظهير فأعجلهم الترك عن الركوب فقاتلهم شعبة فقتل وقتل نحو من خمسين رجلًا وانهزم أهل المسلحة وأتى المسلمين الخبر فركب الخليل بن أوس العبشمي أحد بين ظالم ونادى: يا بني تميم إلي أنا الخليل! فاجتمع معه جماعة فحمل بهم على العدو فكفوهم حتى جاء الأمير والناس فانهزم العدو فصار الخليل على خيل بني تميم حتى ولي نصر بن سيار ثم صارت رياستهم لأخيه الحكم بن اؤس.
فلما كان العام المقبل بعض رجالًا من تميم إلى ورغسر فقالوا: ليتنا نلقى العدو فناطردهم.
وكان سعيد إذا بعث سرية فأصابوا أو غنموا وسبوا رد السبي وعاقب السرية فقال الهجري الشاعر:
سريت إلى الأعداء تلهو بلبةٍ ** وأيرك مسلول وسيفك مغمد
وأنت لمن عاديت عرس خفية ** وأنت علينا كالحسام المهند
فقعد سعيد على النا وضعفوه.
وكان رجل من بني أسد يقال له إسماعيل منقطعًا إلى مروان بن محمد فذكر إسماعيل عند خذينة مودته لموان فقال خذينة: وما ذاك السلط فقال إسماعيل: زعمت خذينة انني سلط لخدينة المرآة والمشط ومجامر وكاحل جعلت ومعازف وبخدها نقط أفذاك أم زعف مضاعفة ومهند من شأنه القط لمقرسٍ ذكرٍ أخي ثقةٍ لم يغذه التأنيث واللقط في أبيات غيرها.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق