195
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث
ذكر عزل عبد الرحمن بن الضحاك عن المدينة ومكة
وفي هذه السنة عزل يزيد بن عبد الملك عبد الرحمن بن الضحاك عن المدينة ومكة وكان عامله عليهما ثلاث سنين وولى عبد الواحد النضري.
وكان سبب ذلك أن عبد الرحمن خطب فاطمة بنت الحسين بن علي فقالت: ما أريد النكاح ولقد قعدت على بني هؤلاء.
فألح عليها وقال: لئن لم تفعلي لأجلدن أكبر بنيك في الخمر يعني عبد الله بن الحسن بن الحسين ابن علي وكان على الديوان بالمدينة ابن هرمز رجل من أهل الشام وقد رفع حسابه ويريد أن يسير إلى يزيد فدخل على فاطمة يودعها فقال: هل من حاجة فقالت: تخبر أمير المؤمنين بما ألقى من ابن الضحاك وما يتعرض مني وبعثت رسولًا بكتابك إلى يزيد بخبره بذلك.
وقدم ابن هرمز على يزيد فاستخبره عن المدينة وقال: هل من مغربة خبر فلم يذكر شأن فاطمة.
فقال الحاجب ليزيد: بالباب رسول من فاطمة بنت الحسين.
فقال أبن هرمز: إنها حملتني رساةً إليك.
وأخبره بالخبر.
فنزل من فراسه وقال: لا أم لك! عندك هذا ولا تخبرنيه فاعتذر بالنسيان وأذن لرسولها فأدخله وأخذ الكتاب فقرأه وجعل يضرب بخيزران في يده ويقول: لقد اجترأ ابن الضحاك هل من رجل يسمعني صوته في العذاب قيل له: عبد الواحد بن عبد الله النضري.
فكتب بيده إلى عبد الواحد: قد وليتك المدينة فاهبط إليها واعزل عنها ابن الضحاك وأغرمه أربعين ألف دينار وعذبه حتى أسمع صوته وأنا على فراشي.
وسار البريد بالكتاب ولم يدخل على ابن الضحاك فأخبر ابن الضحاك فأحضر البريد وأعطاه ألف دينار ليخبره خبره فسار ابن الضحاك مجدًا فنزل على مسلمة بن عبد الملك فاسجاره فحضر مسلمة عنه يزيد فطلب إليه حاجة خاله فقال: كل حاجة خاله فقال: كل حاجة فهي لك إلا ابن الضحاك.
فقال: هي والله ابن الضحاك.
فقال: والله لا أعفيه أبدًا.
وردة إلى المدينة إلى المدينة إلى عيد الواحد فعذبه ولقي شرًا ثم لبس جبة صوف يسأل الناس.
وكان قدوم النضري في شوال سنة أربع ومائة.
وكان ابن الضحاك قد آذى الأنصار طرًا فهجاه الشعراء وذمه الصالحون ولما وليهم النضري أحسن السيرة فأحبوه وكان خيرًا يستشير فيما يرد فعله القاسم بن محمد وسالم ابن عبد الله بن عمر.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق