193
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث
ذكر ظفر الخزر بالمسلمين
ذكر الوقعة بين الحرشي والصغد
قيل: وفي هذه السنة غزا الحرشي فقطع النهر وسار فنزل في قصر الريح على فرسخين من قيل: وفي هذه السنة غزا الحرشي فقطع النهر وسار فنزل في قصر الريح على فرسخين من الدبوسية ولم يجتمع إليه جنده فأمر بالرحيل فقال له هلال بن عليم الحنظلي: يا هناه إنك وزيرًا خير منك أميرًا لم يجتمع إليك جندك وقد أمرت بالرحيل.
فعاد فأمر بالنزور وأتاه ابن عم ملك فرغانة فقال له: إن أهل الصغد بخجندة وأخبره بخبرهم وقال: عاجلهم قبل أن يصلوا إلى الشعب فليس لهم جوار علينا حتى يمضي الأجل.فوجه معه عبد الرحمن القشيري وزياد بن عبد الرحمن في جماعة ثم ندم بعدما فصلوا وقال: جائني علج لا أعلم أصدق أم كذب فغررت بجندٍ من المسلمين فارتحل في أثرهم حتى نزل أشروسنة فصالحهم بشيء يسير.
فبينا هو يتعشى إذ قيل له هذا عطاء الدبوسي وكان مع عبد الرحمن فسقطت اللقمة من يده ودعاء بعطاء فقال: ويلك قاتلتم أحدًا قال: لا.
قال: لله الحمد! وتعشى وأخبره بما قدم له فسار مسرعًا حتى لحق القشيري بعد ثلاثة أيام وسار فلما انتهى إلى حجندة قال له بعض أصحابه: ما ترى قال: أرى المعالجة.
قال: لا أرى ذلك إن جرح رجل فإلى أين يرجع وأقتل قتيل فإلى من يحمل ولكني أرى النزول والتأني والاستعداد للحرب.
فنزل فأخذ في التأهي فلم يخرج أحد من العدو فجبن الناس الحرشي وقالوا: كان يذكر بشجاعة وديانة فلما صار بالعراق ماق.
فحمل رجل من العرب فضرب باب خجندة بعمود ففتح الباب وكانوا حفروا في ربضهم وراء الباب الخارج خندقًا وغطوه بقصب وتراب مكيدة وأرادوا أذ التقوا إن انهزموا كانو قد عرفوا الطريق ويشكل على المسلمين ويسقطون في الخندق فلما خرجوا قاتلوهم فانهزموا وأخطأهم الطريق فسقطوا في الخندق وأخرج منهم المسلمون أربعين رجلًا.
وحصرهم الحرشي ونصب عليهم المجانيق.
فأرسلوا إلى ملك فرغانة: غنك غدرت بنا وسألوه أن ينصرهم فقال: قد أتوكم قبل انقضاء الأجل ولستم في جواري.
فطلبوا الصلح وسألوا الأمان وأن يردهم إلى الصغد واشترط عليهم أن يردوا ما في أيديهم من نساء العرب ودراريهم وأن يؤدوا ما كسروا من الخراج ولا يغتالوا أحدًا ولا يتخلف منهم بخجندة أحد فإن أحدثوا حدثًا حلت دامؤهم.
فخرج إليهم الملوك والتجار من الصغد وترك أهل خجندة على حالهم ونزل عظماء الصغد على الجند الذين يعرفونهم ونزل كارزنج على أيوب بن أبي حسان.
وبلغ الحرشي أنهم قتلوا امرأة ممن كان في أيديهم فقال: بلغني أن ثابتًا قتل امرأة ودفنها فجحد فسأل فإذا الخبر صحيح فدعا بثابت إلى خيمته فقتله فلما سمع كارزنج بقتله خاف أن يقتل وأرسل إلى ابن أخيه ليأتيه بسراويل وكان قد قال لابن أخيه: إذا طلبت سراويل فاعلم أنه القتل فبعث به إليه وخرج واعترض الناس فقتل ناسًا وتضعضع العسكر ولقوا منه سرًا أنهى إلى ثابت بن عثمان بن مسعود فقتله ثابت.
وقتل الصغد أسرى عندهم من المسلمين مائة وخمسين رجلًا فأخبر الحرشي بذلك فسأل
فرأى الخبر صحيحًا فأمر بقتلهم وعزل التجار عنهم فقاتلهم الصغد بالخشب ولم يكن لهم سلاح فقتلوا عن آخرهم وكانوا ثلاثة آلاف وقيل سعة آلاف واصطفى أموال الصغد وذراريهم وأخذ منها ما أعجبه ثم دعا ملسم بن بديل العدوي عدي الرباب وقال: وليتك المقسم.
فقال: بعدما عمل فيه عمالك ليلة! وله غيري فولاه غيره.
وكتب الحرشي إلى يزيد بن عبد الملك ولم يكتب إلى عمر بن هبيرة فكان هذا مما أوغر صدره عليه وقال ثابت قطنة يذكر ما أصابوا من عظمائهم: أقر العين مصرع كارزنج وكشكير وما لاقى يباد وديوشتى وما لاقى خلنج بحصن خجند إذا دمروا فبادروا يقال: إن دويشتى دهقان سمرقند واسمه ديو أشنج فأعربوه وقيل: كان على أقباض خجندة علباء بن أحمر اليشكري فاشترى رجل منهم جونة بدرهمين فوجد فيها سبائك ذهب فرجع وقد وضع يده على وجهه كأنه رمد فرد الجونة وأخذ الدرهمين فطلب لم يعرف.
وسرح الحرشي سليمان بن أبي السري إلى حصن لا يطيف به وادي الصغد إلا من وجه واحد ومعه خوارزمشاه وصاحب آخرون وشومان فسير سليمان على مقدمته المسيب بن بشر الرياحي فتلقوه على فرسخ فهزمهم حتى ردهم إلى حصنهم فحصرهم فطلب الديوشتى أن ينزل على حكم الحرشي فسيره إليه فأكرمه وطلب أهل القلعة الصلح على أن لا يتعرض لنسائهم زراريهم ويسلمون القلعة.
فبعث سليمان إلى الحرشي ليبعث الأمناء لقبض ما في القلعة فبعث من قبضه وباعوه وقسموه.
وسار الحرشي إلى كش وصالحوه على عشرة آلاف رأس وقيل ستة آلاف رأس.
وسار إلى زلرنج فوافاه كتاب ابن هبيرة بإطلاق ديوشتى فقتله وصلبه وولى نصر بن سيار قبض صلح كش واستعمل سليمان بن أبي السري على كش ونسف حربها وخراجها.
وكانت خزائن منيعة فقال المجشر للحرشي: ألا أدلك على من يفتحها لك بغير قتال قال: بلى.
قال: المسربل بن الخريت بن راشد الناجي فوجهه إليها وكان صديقًا لملكها واسم الملك سبغرى فأخبر الملك بما صنع الحرشي بأهل خجندة وخوفه قال: فما ترى قال: أن تنزل بأمان.
قال: فما أصنع بمن لحق بي قال: تجعلهم في أمانك فصالحهم فأمنوه وبلاده ورجع الحرشي إلى بلاده ومعه سبغرى فقتل سبغرى وصلب ومعه الأمان.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق