186
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث
ذكر عزل مسلمة عن العراق وخراسان وولاية ابن هبيرة
وكان سببب ذلك أنه ولي العراق وخراسان فلم يرفع من الخراج شيئًا واستحيا يزيد بن عبد الملك أن يعزله فكتب إليه: استخلف على عملك وأقبل.
وقيل: إن مسلمة شاور عبد العزيز بن حاتم بن النعمان في الشخوص إلى يزيد ليزوره.
قال: أمن شوق إليه إن عهدك منه لقريب.
قال: لا بد من ذلك.
قال: إذا لا تخرج من عملك حتى تلقى الوالي عليه.
فسار مسلمة فلقيه عمر بن هبيرة الزاري بالعراق على دواب البريد فسأله عم مقدمة فقال عمر: وجهني أمير المؤمنين في حيازة أموال بني المهلب.
فلما خرج من عنده أحضر مسلمة عبد العزيز بن حاتم وأخبره خبر ابن هبية فقال: قد قلت لك.
قال مسلمة: فإنه جاء لحيازة أموال آل المهلب.
قال: هذا أعجب من الأول يكون ابن هبيرة على الجزيرة فيعزل عنها ويبعث لحيازة أموال بني المهلب ولم يكتب معه إليك كتاب! فلم يلبث حتى أتاه ابن هبيرة عمالة والغلظة عليهم فقال الفرزدق: راحت بمسلمة البغال عشيةً فارعي فزارة لا هناك المرتع عزل ابن بشرٍ وابن عمرو قبله وأخو هراة لمثلها يتوقع يعني بابن بشر بن مروان وبابن عمرو محمدًا ذا الشامة وبأخي هراة سعيد خذينة.
وأما ابتداء أمر ابن هبيرة حتى ولي العراق فإنه قدم من البادية من بني فزارة فافترض مع بعض ولاة الحرب وكان يقول: لأرجو أن لا تنقضي الأيام حتى ألي العراق.
وسار مع عمرو بن معتوية العقيلي إلى غزو الروم فأتي بفرس رائع إلا أنه لا يستطاع ركوبه فقال: من ركبه فهو له فقام عمر بن هبيرة وتنحى علن الفرس وأقبل حتى إذا كان بحيث تناله رجلا الفرس إذا رمحه وثب فصار على سرجه فأخذ الفرس.
فلما خلع مطرف بن المغيرة بن شعبة الحجاج سار عمر بن هبيرة في الجيش الذين حاربوه من الري فلما التقى العسكان التحق ابن هبيرة بمطرف مظهر أنه معه فلما جال الناس كان ممن قتله وأخذ رأسه وقيل قتله غيره وأخذ هو رأسه وأتى به عديا فأعطاه مالًا وأوفده إلى الحجاج بالرأس فسيره الحجاج إلى عبد الملك فأقطعه ببرزة وهي قرية بدمشق وعاد إلى الحجاج
فوجهه إلى كردم بن مرثد الفزاري ليخلص منه مالًا فاخذه منه وهرب إلى عبد الملك وقال: أنا عائذ بالله وبأمير المؤمنين من الحجاج فإنني قتلت ابن عمه مطرف بن المغيرة وأتيت أمير المؤمنين برأسه ثم رجعت فأراد قتلي ولست آمن أن ينسبني إلى أمر يكون فيه هلاكي.
فقال: أنت في جواري.
فأقام عنده فكتب فيه الحجاج إلى عبد الملك يذكر أخذه المال وهربه فقال له: أمسك عنه.
وتزوج بعض ولد عبد الملك بنتا للحجاج فكان ابن هبيرة يهدي ويبرها وييسر عليها فكتب إلى أبيها تثني عليه فكتب إليه الحجاج يأمره أن ينزل به حاجاته وعظم شأنه بالشام.
فلما استخلف عمر بن عبد العزيز استعمله على الجزيرة فلما ولي يزيد بن عبد الملك ورأى ابن بيرة تحكم حرابة عليه تابع هداياه إليها وإلى يزيد بن عبد الملك فعملت له في ولاية العراق فولاه يزيد.
وكان ابن هبيرة بينه وبين القعقاع بن خليد العبسي تحاسد فقال القعقاع: من يطيق ابن هبيرة حبابة بالليل وهداياه بالنهار! فما ماتت حبابة قال القعقاع: هلم فقد ماتت حبابة سامين بنفسك يقدمك الذرى والكمواهل أغرك أن كانت حبابة مرةً تميحك فانظر كيف ما أنت فاعل في أبيات.
وكان بينه وبين القعقاع يومًا كلام فقال له القعقاع: يا بن اللخناء من قدمك فقال: قدمك أنت وأهلك أعجاز الغواني وقدمتي صدور العوالي.
فسكت القعقاع.
يعني أن عبد الملكل قدمهم لما تزوج إليهم فإن أم الوليد وسليمان ابني عبد الملكل بن مروان عبسية ذكر بعض الدعاة للدولة العباسية وفي هذه السنة وحه ميسرة رسله من العراق إلى خراسان فظهر أمر الدعاة بها فجاء عمر بن بحير بن ورقاء السعدي إلى سعيد خذينة فقال له: إن هاهنا قومًا قد ظهر منهم كلام قبيح وأعلمه حالهم فبعث سعيد إلهم فأتي بهم فقال: ممن أنتم قالوا: ناس من التجار.
قال: فما هذا الذي يحكى قالزا: لا ندري.
قال: جئتم دعاة قالوا: إن لنا في أنفسنا وتجارتنا شغلًا عن هذا.
فقال: مني يعرف هؤلاء فجاء ناس من أهل خراسان أكثرهم من ربيعة واليمن فقالوا: نحن نعرفهم وهم علينا إن أتاك منهم شيء تكرهه.
فخلى سبيلهم.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق