إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 1 مايو 2016

171 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث ذكر عزل الجراح واستعمال عبد الرحمن بن نعيم القشيري


171

الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث

ذكر عزل الجراح واستعمال عبد الرحمن بن نعيم القشيري
 

وعبد الرحمن بن عبد الله وقيل‏:‏ في هذه السنة عزل عمر الجراح بن عبد الله الحكمي عن خراسان واستعمل عليها عبد الرحمن بن نعيم القشيري وكان عزل الجراح في رمضان‏.‏

وكان سبب ذلك أن يزيد لما عزل عن خراسان أرسل عامل العاق عاملًا على جرجان فأخذ جهم بن زحر الجعفي وكان على جرجان عاملًا ليزيد بن المهلب فحبسه وقيده وحبس رهطًا قدموا معه ثم خرج إلى الجراح بخراسان فأطلق أهل جرجان عاملهم وقال الجراح لجهم‏:‏ لولا أنك ابن عمي لم أوسغك هذا فقال جهم‏:‏ لولا أنك ابن عمي لم آتك‏.‏

وكان جهم سلف الجراح من قبل ابنتي الحصين بن الحارث وأما كونه ابن عمه فلأن الحكم والجعفي ابنا سعد القشيري‏.‏

فقال له الجراح‏:‏ خالفت إمامك فاغز لعلك تظفر فيصلح أمرك عنده‏.‏

فوجهه إلى الختل فغنم منهم ورجع وأوفد الجراح إلى عمر وفدًا رجلين من العرب ورجلًا من الموالي يكنى أبا الصيد فتكلم العربيان والمولى ساكت فقال عمر‏:‏ ما أنت من الوفد قال‏:‏ بلى‏.‏

قال‏:‏ فما يمنعك من الكلام فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين عشرون ألفًا من الموالي يغزون بلا عطاء ولا رزق ومثلهم قد اسلموا من الذمة يؤخذون بالخراج فأميرنا عصبي جافٍ يقوم على منبرنا فيقول‏:‏ أتيتكم حفيًا وأنا اليوم عصبي والله لرجل من قومي أحب إلي من مائة من غيرهم‏.‏

وهو بعد سيف من سيوف الحجاج قد عمل بالظلم والعدوان‏.‏

قال عمر‏:‏ إذن بمثلك يوفد‏.‏

فكتب عمر إلى الجراح‏:‏ انظر من صلى قبلك إلى القبلة فضع عنه الجزية‏.‏

فسارع الناس إلى الإسلام فقيل للجراح‏:‏ إن الناس قد سارعوا إلى الإسلام نفورًا من الجزية فامتحنهم بالحنان‏.‏

فكتب الجراح بذلك إلى عمر فكتب عمر إليه‏:‏ إن الله بعث محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ داعيًا ولم يبعثه خاتنًا وقال‏:‏ إيتوني رجلًا صدوقًا أسأله عن خراسان‏.‏فقيل له‏:‏ عليك بأبي مجلز‏.‏

فكتب إلى الجراح‏:‏ أن أقبل واحمل أبا مجلز وخلف على حرب خراسان عبد الرحمن بن نعيم العامري‏.‏

فخطب الجراح وقال‏:‏ يا أهل خراسان جئتكم في ثيابي هذه التي علي وعلى فرسي لم أصب من مالكم إلا حلية سيفي‏.‏

ولم يكن عنده إلا فرس وبغلة‏.‏

فسار عنهم فلما قدم على عمر قال‏:‏ متى خرجت قال‏:‏ في شهر رمضان‏.‏

قال‏:‏ صدق من وصفك بالجفاء هلا أقمت حتى تفطر ثم تخرج‏!‏ وكان الجراح كتب إلى عمر‏:‏ إني قدمت خراسان فوجدت قومًا قد أبطرتهم الفتنة فأحب الأمور إليهم أن يعودوا ليمنعوا حق الله عليهم فليس يكفهم إلا السيف والسوط فكرهت الإقدام على ذلك إلا بإذنك‏.‏

فكتب إليه عمر‏:‏ يا ابن أم الجراح أنت أحرص على الفتنة منهم لا تضربن مؤمنًا ولا معاهدًا سوطًا إلا في الحق واحذر القصاص فإنك صائر إلى من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وتقرأ كتابًا‏:‏ ‏ «‏لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها‏» ‏ ‏ «‏الكهف‏:‏ 49‏» ‏ ‏.‏

فلما قدم الجراح على عمر وقدم أبو مجلز قال له عمر‏:‏ أخبرني عن عبد الرحمن بن عبد الله قال‏:‏ يكافي الأكفاء ويعادي الأعداء وهو أمير يفعل ما يشاء ويقدم إن وجد من يساعده‏.‏

قال‏:‏ فعبد الرحمن بن نعيم قال‏:‏ يحب العافية والتأني وهو أحب إلي‏.‏

فولاه الصلاة والحرب وولى عبد الرحمن القشيري الخراج وكتب إلى أهل خراسان‏:‏ إني استعملت عبد الرحمن على حربكم وعبد الرحمن بن عبد الله على خراجكم وكتب إليهما يأمرهما بالمعروف والإحسان‏.‏

فلم يزل عبد الرحمن بن نعيم على خراسان حتى مات عمر وبعد ذلك حتى قتل يزيد بن المهلب ووجه مسلمة بن عبد العزيز الحارث بن الحكم فكانت ولايته أكثر من سنة ونصف ذكر ابتداء الدعوة العباسية في هذه السنة وجه محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الدعاة في الآفاق‏.‏

وكان سبب ذلك أم محمدًا كان ينزل أرض الشراة من أعمال البلقاء بالشام فسار أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية إلى الشام إلى سليمان بن عبد الملك فاجتمع به محمد بن علي فأحسن صحبته واجتمع أو هاشم بسليمان وأكرمه وقضى حوائجه ورأى من علمه وفصاحته ما حسده عليه وخافه فوضع عليه من وقف على طريقه فسمه في لبن‏.‏

فلما مات أو هاشم قصدوا محمدًا وبايعوه وعادوا فدعوا الناس إليه فأجابوهم وكان الذين سيرهم إلى الآفاق جماعةً فوجه ميسرة إلى العراق ووجه محمد بن خنيس وأبا عكرمة السراج وهو أبو محمد الصادق وحيان العطار خال إبراهيم بن سلمة إلى خراسان وعليها الجراح الحكمي وأمرهم بالدجعاء إليه وإلى أهل بيته‏.‏ فلقوا من لقوا‏.‏

ثم انصرفوا بكتب من استجاب لهم إلى محمد بن علي فدفعوها إلى ميسرة فبعث بها ميسرة إلى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس فاختار أبو محمد الصادق لمحمد بن علي ا ثني عشر رجلًا نقباء منهم‏:‏ سليمان بن كثير الخزاعي ولاهز بن قريظ التميمي وقحطبة بن شبيب الطائي وموسى بن كعب التميمي وخالد بن إبراهيم أبو داود من بني شيبان بن ذهل والقاسم بن مجاشع التميم وعمران بن إسماعيل أبو النجم مولى آل أبي معيط ومالك بن الهيثم الخزاعي وطلحة بن زريق الخزاعي وعمر بن أعين أبو حمزة مولى خزاعة وشبل بن طهمان أبو علي الهروي مولى لبني حنيفة وعيسى بن أعين مولى خزاعة واختار سبعين رجلًا وكتب إليهم محمد بن علي كتابًا ليكون لهم مثالًا وسيرة يسرون بها‏.‏

الحميمة بضم الحاء المهملة‏.‏

والشراة بالشين المعجمة‏.‏


يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق