167
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث
ذكر ترك سب أمير المؤمنين علي عليه السلام
كان بنو أمية يسبون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إلى أن ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة فترك ذلك وكتب إلى العمال في الآفاق بتركه.
وكان سبب محبته عليًا أنه قال: كنت بالمدينة أتعلم العلم وكنت ألزم عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود فبلغه عني شيء من ذلك فأتيته يومًا وهو يصلي فأطال الصلاة فقدت أنتظر فراغه فلما فرغ من صلاته التفت إلي فقال لي: متى عملمت أن الله غضب على أهل بدر وبيعة الرضوان بعد أن رضي عنهم قلت: لم أسمع ذلك.
قال: فما الذي بلغني عنك في علي فقلت: معذرة إلى الله وإليك! وتركت ما كنت عليه وكان أبي إذا خطب فنال من علي رضي الله عنه تلجلج فقلت: يا أله إنك تمضي في خطبتك فإذا أتيت على ذكر علي عرفت منك تقصيرًا قال: أوفطنت لذلك قلت: نعم.
فقال: يا بني إن الذين حولنا لو يعلمون من علي ما نعلم تفروا عنا إلى أولاده.
فلما ولي الخلافة لم يكن عنده من الرغبة في الدينا ما يرتكب هذا الأمر العظيم لأجلها فترك ذلك وكتب بتركه وقرأ عوضه: «إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى» «النحل: 90» . الآية فحل هذا الفعل عند الناس محلا حسنًا وأكثروا مدحه بسببه فمن ذلك قوله كثير عزة: وليت فلم تشتم عليًا ولن تخف بريًا ولم تتبع مقالة مجرم تكلمت بالحق المبين وإنما تبين آيات الهدى بالتكلم وصدقت معروف الذي قلت بالذي فعلت فأضحى راضيًا كل مسلم ألا إنما يكفي الفتى بعد زيغه من الأود البادي ثقاف المقوم فقال عمر حين أنشده هذا الشعر: أفلحنا إذًا.
وفي هذه السنة وجه عمر بن عبد العزيز إلى مسلمة وهو بأرض الروم يأمره بالقفول منها بمن معه من المسلمين ووجه له خيلًا عتاقًا وطعامًا كثيرًا وحث الناس على معونتهم.
وفيها أغارت الترك على أذربيجان فقتلوا من المسلمين جماعة فوجه عمر حاتم بن النعمان الباهلي فقتل أولئك الترك ولم يفلت منهم إلا اليسير وقدم على عمر منهم بخمسن أسيرًا.
وفيها عزل يزيد بن المهلب عن العراق ووجه إلى البصرة عدي بن أرطاة الفزاري وعلى الكوفة عبد الحميد ابن عبد الرحمن بن زبد بن الخطاب العدوي القرشي وضم إليه أبا الزناد وكان كاتبه وبعث عدي في أثر يزيد بن المهلب موسى بن الوجيه الحميري.
وحج بالناس هذه السنة أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حازم وكان عامل عمر على المدينة.
وكان العامل على مكة عبد العزيز بن عبد الله بن خالد.
وعلى الكوفة عبد الحميد بن عبد الرحمن وعلى القضاء بها عامر الشعبي.
وكان على البصرة عدي بن أرطاة وعلى القضاء الحسن بن فعزله عدي واستقضى أياسًا.
واستعمل عمر بن عبد العزيز على خراسان الجراح بن عبد الله الحمي.
في هذه السنة مات نافع بن جبير بن مطعم بن عدي بالمدينة.
ومود ابن الربيع ولد على عهد رسول الله مطلوب وأبو ظبيان بن حصين بن جندب الجنبي والد قابوس ظبيان بالظاء المعجمة.
وفيها توفي أو هاشم عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب من سم سقيه عند عوده من الشام وضع عليه سليمان بن عبد الملك من سقاه فلما أحس بذلك عاد إلى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وهو بالحميمة فعرفه حاله وأعلمه أن الخلافة صائرة إلى ولده وأعلمه أن الخلافة صائرة إلى ولده وأعلمه كيف يصنع ثم مات عنده.
وفي أيام سليمان توفي عبيد الله بن شريح المغني المشهول.
وعبد الرحمن بن كعب بن مالك أبو الخطاب.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق