572
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الرابع
ذكر قتل بدر
وفيها قتل بدر غلام المعتضد وكان سبب ذلك أن القاسم الوزير كان قد هم بنقل الخلافة عن ولده المعتضد بعده فقال لبدر في ذلك في حياة المعتضد بعد أن استخلفه واستكتمه فقال بدر: ما كنت لأصرفها عن ولد مولاي وولي نعمتي فلم يمكنه مخالفة بدر إذ كان صاحب الجيش وحقدها على بدر فلما مات المعتضد كان بدر بفارس فعقد القاسم البيعة لمكتفي وهوبالرقة.
وكان المكتفي أيضًا مباعدًا لبدر في حياة أبيه وعمل القاسم في هلاك بدر خوفًا على نفسه أن يذكر ما كان منه للمكتفي فوجه المكتفي محمد بن كشتمر برسائل إلى القواد الذين مع بدر يأمرهم بالمسير إليه ومفارقة بدر ففارقه جماعة منهم العباس بن عمروالغنوي ومحمد بن إسحاق بن كنداج وخاقان المفلحي وغيرهم فاحسن إليهم المكتفي وسار بدر إلى واسط
فوكل المكتفي بداره وقبض على أصحابه وقواده وحبسهم وأمر بمحواسم بدر من التراس والأعلام وسير الحسين بن علي كورة في جيش إلى واسط.
وأرسل إلى بدر يعرض عليه أي النواحي شاء فأبى ذلك وقال: لا بد لي من المسير إلى باب مولاي فوجد القاسم مساغًا للقول وخوف المكتفي عائلته وبلغ بدرًا ما فعل بأهله وأصحابه وأرسل من يأتيه بولده هلال سرا فعلم الوزير بذلك فاحتاط عليه ودعا أبا حازم قاضي الشرقية وأمره بالمسير إلى بدر وتطيب نفسه عن المكتفي وإعطائه الأمان عنه لنفسه وولده وماله فقال أبوحازم: أحتاج إلى سماع ذلك من أمير المؤمنين فصرفه ودعا أبا عمر القاضي وأمره بمثل ذلك فأجابه وسار ومعه كتاب الأمان فسار بدر عن واسط نحوبغداد فأرسل إليه الوزير من قتله فلما أيقن بالقتل سأل أن يمهل حتى يصلي ركعتين فصلاهما ثم ضربت عنقه يوم الجمعة لست خلون من شهر رمضان ثم أخذ رأسه وتركت جثته هنالك فوجه عياله من أخذها سرًا وجعلوها في تابوت فلما كان وقت الحج حملوها إلى مكة فدفنوها بها وكان أوصى بذلك وأعتق قبل أن يقتل كل مملوك كان له.
ورجع أبوعمر إلى داره كئيبًا حزينًا لما كان منه وقال الناس فيه أشعارا وتكلموا فيه ففما قيل فيه: عند إعطائه المواثيق والعه د وعقد الأيمان في منشور أين أيمانك التي شهد الل ه على أنها يمين فجو إن كفيك لا تفارق كفي ه إلى ترى عليل السرير يا قليل الحياء يا أكذب الام ة يا شاهدًا شهادة زور ليس هذا فعل القضاة ولا يح سن أمثاله ولاة الجسور أي أمر ركبت في الجمعة الزه راء منه في خير هذي الشهور قد مضى من قتلت في رمضا ن صائمًا بعد سجدة التعفير يا بني يوسف بن يعقوب أضحى أهل بغداد منكم في غرور بدد الله شملكم وأراني ذلكم في حياة هذا الوزير فأعدوا الجواب للحكم العد ل ومن بعد منكر ونكير أنتم كلكم فدىً لأبي حا زم المستقيم كل الأمور
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق