إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 24 فبراير 2015

3374 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون القسم السابع المجلد السابع من صفحة 337 إلى 502 الخبر عن ادريس بن عثمان بن أبي العلاء وإمارته بالأندلس ومصائر أمره:



3374

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
  
من تاريخ العلامة ابن خلدون
  
القسم السابع

المجلد السابع

من صفحة 337 إلى 502


الخبر عن ادريس بن عثمان بن أبي العلاء وإمارته بالأندلس ومصائر أمره:

لما هلك أبو ثابت بن عثمان بن أبي العلاء سنة خمسين وسبعمائة، استقر إخوته في جملة السلطان أبي عنان ملك المغرب وأقطعهم وأسنى جراياتهم، وكان في إدريس منهم بقية من الترشيح يراه الناس بها. فلما نهض السلطان لفتح قسنطينة سنة ثمان وخمسين وسبعمائة وتوغل في ديار أفريقية وحام قومه على مواقعها، تحيلوا عليه في الرجوع به عن قصده منها. وأذنت المشيخة لمن معهم من قومهم في الإنطلاق إلى المغرب، حتى خفي المعسكر من أهله وتآمروا، زعموا في اغتيال السلطان والإدالة منه



 بإدريس هذا. ونذر بذلك، فكر راجعاً كما ذكرناه في أخباره. ولما أشيع ذلك بلغ إدريس شأنه، فركب ظهر الغدر وفر من المعسكر ليلاً. ولحق بتونس، فنزل على القائم بالدولة يومئذ الحاجب أبي محمد بن تافراكين خير نزل وأبره. وركب السفين من تونس إلى العدوة، فنزل على ابن القمط صاحب برشلونه في حشمه وذويه. وأقام هنالك، إلى إن كان من مهلك رضوان الحاجب المستبد بالأندلس سنة ستين وسبعمائة ما قدمناه، فنزع إلى منبت من غرناطة. ونزل على إسمعيل ابن السلطان أبى الحجاج والقائم بدولته يومئذ  الرئيس محمد ابن عمه إسمعيل بن محمد والرئيس أبي سعيد، فلقوه مبرة وتكريماً. ورجوه بالإدالة به من يحيى بن عمر أمير الغزاة يومئذ، لما كانوا يتهمونه من ممالأة المخلوع صاحب الأمر عليهم. ولما نزع يحيى بن عمر إلى الطاغية ولحق بدار الحرب سنة إحدى وستين وسبعمائة، عقدوا لإدريس بن عثمان هذا على الغزاة مكانه. وولوه خطة أبيه وأخيه بدولتهم، فاضطلع بها.  ومالأ الرئيس محمداً على قتل سلطانه إسمعيل ابن عمه أبي الحجاج واستبد بالأمر. ولسنتين من ولايته غلبهم المخلوع أبو عبد الله محمد على أمرهم. وزحف إليهم من رندة، كان نزل بها بعد خروجه من دار الحرب مغاضباً للطاغية. وأذن له وزير المغرب عمر بن عبد الله في نزلها فنزلها. ثم زحف إلى الثائر بغرناطة. على ملكهم الرئيس وحاشيته، فأجفلوا. ولحق الرئيس محمد بن إدريس هذا بقشتالة ونزلوا في جملتهم وحاشيتهم على الطاغية، فتقبض عليهم وقتل الرئيس محمداً وحاشيته، جزاءً بما أتوه من غدر رضوان. ثم غدر السلطان إسمعيل من بعده وأودع إدريس ومن معه من الغزاة السجن بإشبيلية، فلم يزل في أسره إلى أن تحيل في الفرار بمداخلة مسلم من الدجن، أعد له فرساً إزاء معتقله، ففك قيده. ونقب البيت وامتطى فرسه ولحق بأرض المسلمين سنة ست وستين وسبعمائة. واتبعوه فأعجزهم، وجاء إلى السلطان أبي عبد الله محمد بن أبي الحجاج، فأكرم نزله وأحسن مبرته. ثم طلب إذنه في اللحاق بالمغرب، فأذن له وأجاز إلى سبتة وبلغ شأنه إلى صاحب الأمر بالمغرب يومئذ عمر برت عبد الله، فأوى إلى عامل سبتة بالتقبض عليه لمكان ما يؤنس من ترشيحه. وأودعه الجن به كنهاسة، قم نقله السلطان عبد العزيز إلى سجن الغور بفاس، ثم قتلوه خنقاً سنة سبعين وسبعمائة والله وارث الأرض ومن عليها.



يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق