إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 24 فبراير 2015

3371 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون القسم السابع المجلد السابع من صفحة 337 إلى 502 الخبر عن عثمان بن أبي العلاء، من أمراء الغزاة المجاهدين بالأندلس:


3371

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
  
من تاريخ العلامة ابن خلدون
  
القسم السابع

المجلد السابع

من صفحة 337 إلى 502


الخبر عن عثمان بن أبي العلاء، من أمراء الغزاة المجاهدين بالأندلس:

كان أولاد سوط النساء من ولد عبد الحق، أهل عصابة واعتزاز على قومهم، وهم أولاد إدريس وعبد الله ابنيها لشقيقين كما ذكرناه. وكان مهلك إدريس الأكبر يوم مهلك أبيه بتافرطنيت ومهلك عبد الله قبله. وخلف عبد الله ثلاثة من الولد، تشعب فيهم نسله: وهم يعقوب ورخو وإدريس. واستعمل أبو يحيى بن عبد الحق يعقوباً منهم على سلا عند افتتاحه إياها سنة تسع وأربعين وسبعمائة. ثم انتزى بها بعد ذلك على عمه يعقوب سنة ثمان وخمسين وسبعمائة، وكان من شأن ثورة النصارى بها ما ذكرناه، واستخلصها يعقوب بن عبد الحق. ولحق يعقوب بن عبد الله بعلودان من بلاد غمارة وامتنع بها. خرج على أثره بنو عمه إدريس: وهما عامر ومحمد وانتزوا بالقصر الكبير، ولحق بهم كافة أولاد سوط النساء. وطلبهم السلطان، فلحقوا بجبال غمارة ونازلهم، ثم استنزلهم بعد ذلك على الأمان. وعقد لعامر على الغزو إلى الأندلس سنة ستين وستمائة كما ذكرناه، وأجاز معه رحو ابن عمه عبد الله. ورجع محمد بن عامر وفر إلى تلمسان سنة ثمانين وستمائة وأجاز منها إلى الأندلس.





ثم خرجوا على السلطان يعقوب بن عبد الحق سنة تسع وستين وستمائة، ومعهم أولاد أبي

عياد بن عبد الحق واعتصموا بعلودان. واستنزلهم السلطان على اللحاق بتلمسان، فلحقوا بها. وأجاز أولاد سوط النساء وأولاد أبي عياد كافة إلى الأندلس واستقروا بها يومئذ. ورجع عامر منهم ومحمد، وكان من خبرهم ما نذكر. وهلك يعقوب بن عبد الله سنة ثمان وستين وستمائة في اغترابه وانتزائه بقفوله من رباط الفتح، قتله طلحة بن محلى. واستقر بنوه من أولاد سوط النساء بالمغرب. وكان ابنه أبو ثابت أميراً على بلاد السوس، أيام السلطان يوسف بن يعقوب وأوقع بزكنة سنة تسع وتسعين وستمائة، ولم يزل وبنوه بالمغرب من يومئذ. وكان من إخوانه أبو العلاء ورحو إبنا عبد الله بن عبد الحق، تشعب نسله فيهما: وأجاز رحو ألى الأندلس مع عامر ومحمد ابني عمه إدريس. ثم أجاز ابنه موسى سنة تسع وستين وستمائة، مع أولاد أبي عياد وأولاد سوط النساء. ثم رجع إلى محله من الدولة، وفر بابنه سنة خمس وسبعين وستمائة إلى تلمسان، فأجاز منها إلى الأندلس واستقر بها. وأجاز أولاد أبي العلاء سنة خمس وثمانين وستمائة مع أولاد أبي يحيى بن عبد الحق وأولاد عثمان بن نزول واسقروا بالأندلس، وكانوا يرجعون في رياستهم إلى كبيرهم عبد الله بن أبي العلاء. وعقد له ابن الأحمر على الغزاة من زناتة، فيمن كان يعقد لهم من زناتة قبل استقرار المنصب، إلى أن هلك شهيداً في إحدى غزواته سنة ثلاث وتسعين وستمائة. وعقد المخلوع ابن الأحمر لأخيه عثمان بن أبي العلاء، على حامية مالقة وغربيها من الغزاة، لنظر ابن عمه الرئيس أبي سعيد فرج بن إسمعيل بن يوسف بن نصر. ولما غدر الرئيس أبو سعيد بسبتة سنة خمس وسبعمائة، وتمت له الحيلة في تملكها واضطرمت نار العداوة بينهم وبين صاحب المغرب، فنصبوا عثمان هذا للأمر وأجازوه إلى غمامرة، فثار بها ودعا لنفسه وتغلب على أصيلا والعرائش، ثم على القصر. وكان من ذلك ما ذكرناه، إلى أن غلبه أبو الربيع سنة ثمان وستمائة ورجع إلى مكانه من الأندلس. ولما اعتزم أبو الوليد ابن الرئيس أبي سعيد  على الخروج على أبي الجيوش صاحب غرناطه، وداخل في ذلك شيخ الغزاة بمالقة عثمان بن أبي العلاء، فساعده عليه واعتقل أباه الرئيس أبا سعيد وزحف



 إلى غرناطة سنة أربع عشرة وسبعمائة. فلما استولى عليها، عقد لعثمان هذا على إمارة الغزاة المجاهدين من زناتة وصرف عنها عثمان بن عبد الحق بن عثمأد، للحق بوادي آش مع أبي الجيوش. وصار حمد بن عبد الحق بن رحو في جملته، بعد أن كان شيخاً على الغزاة كما قلناه. واستمرت أيام ولاية عثمان هذا وبعد فيها صيته، وغص صاحب المغرب أبو سعيد بمكانه. ولما استصرخه المسلمون للجهاد سنة ثمان عشرة وسبعمائة، اعتذر بمكان عثمان هذا واشترط عليهم القبض عليه، حتى يرجع عنهم فلم يمكن ذلك. ونازل الطاغية غرناطة وحاصرها، وكان لعثمان وبنيه في ذلك آثار مذكورة.

وأتاح الله للمسلمين في النصرانية، على يد عثمان هذا وبنيه، ما لم تخطر على قلب أحد منهم، فتأكد اغتباط الدولة والمسلمين بمكانهم إلى أن هلك أبو الوليد سنة خمس وعشرين وسبعمائة، باغتيال بعض الرؤساء من قرابته، بمداخلة عثمان هذا زعموا في غدره، ونصب للأمر ابنه محمد صبياً لم يبلغ الحلم. وقام بأمره وزيره محمد بن المحروق من صنائع دولتهم، فاستبد عليه وألقى زمام الدولة بيد عثمان في النقض والإبرام، فاعتز عليهم وقاسمهم في الأمر، واستأثر في أعطيات الغزاة بكثير من أموال الجباية، حتى خشي الوزير على الدولة. وأدار الرأي في كبحه عن التغلب، فجمح وفسد ما بينه وبين الوزير ابن المحروق، فانتقض عليه وخرج مغاضباً، فاضربت فساطيطه بمرج غرناطة. واعصوصب جماعة الغزاة من قبائل زناتة عليه. واعتصم الوزير وأهل الدولة بالحمراء وسعى النائب بينهما أياماً. وأدار الوزير الرأي في أن ينصب له كفؤاً من قرابته، يجاذبه الحبل ويشغله بشأنه عن الدولة، فجأجأ بيحيى بن رحو بن عبد الحق وكان في جملة عثمان وصهراً له، فدخل إليه وعقد له على الغزاة، وتسايلوا إليه. وتفرد عثمان بمعسكره في عشيره وولده وعقد معه السلم، على أن يجيز إلى المغرب. ووافدد بطانته لذلك على السلطان أبي سعيد سنة ثمان وعشرين وسبعمائة. وارتحل من ساحة غرناطة في ألف فارس، زعموا من ذويه وأقاربه وحشمه. وقصد المرية ليجعلها فرضة لمجازه، حته إذا حاذى اندوش.



 وكان بينه وبين رؤسائها مداخلة، فخرجوا إليه مؤدين حق مبرته، فغدر بهم وأركب إليها، فملكها وأنزل بها حرمه وأثقاله. ودعا محمد ابن الرئيس أبي سعيد من شلوبانية وكان منزلاً بها، فجاء إليه ونصبه للأمر. وشن الغارات على غرناطة صباحاً ومساءً واضطرمت نار الفتنة. واستركب يحيى بن رحو من قدر عليه من زناته. وطالت الحرب سنين، حتى إذا فتك السلطان محمد بن الأحمر بوزيره ابن المحروق، واستدعى عثمان بن أبي العلاء، وعقد له السلم، على أن يجيز عمه محمد إلى المغرب ويلحق بغرناطة لشأنه من رياسة الغزاة، فتم ذلك سنة تسع وعشرين وسبعمائة ورجع إلى مكانه من الدولة وهلك إثر ذلك. والبقاء لله وحده.



يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق