إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 24 فبراير 2015

3369 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون القسم السابع المجلد السابع من صفحة 337 إلى 502 الخبر عن موسي بن رحو فاتح هذه الرياسة بالأندلس وخبر أخيه عبد الحق من بعده وابنه حمو بن عبد الحق بعدهما:



3369

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
  
من تاريخ العلامة ابن خلدون
  
القسم السابع

المجلد السابع

من صفحة 337 إلى 502


الخبر عن موسي بن رحو فاتح هذه الرياسة بالأندلس وخبر أخيه عبد الحق من بعده وابنه حمو بن عبد الحق بعدهما:

لما هلك السلطان الشيخ ابن الأحمر وولي ابنه السلطان الفقيه، ووفد على السلطان يعقوب بن عبد الحق صريخاً للمسلمين، فأجاز إليه أول إجازته سنة ثلاث وسبعين وستمائة وأوقع بجيوش النصرانية. وقتل الزعيم دننه واستوى له الغلب على الأندلس، وبدا لابن الأحمر في أمره وخشي مغبته. وتوقع أن يكون شأنه معه شأن يوسف بن تاشفين والمرابطين مع ابن عباد. وكان بالأندلس من قرابته بنو أشقيلولة قد قاسموه في ممالكها وانفردوا بوادي آش ومالقة وقمارش، حسبما ذكرناه في أخباره مع السلطان. وانتقض عليه أيضاً من رؤساء الأندلس أبو عبدويل وابن الدليل، فكانوا يجلبون على بلاد المسلمين. وكانوا قد أستنجدوا جيوش النصرانية ونازلوا غرناطة وعاثوا في الجهات. فلما استوت قدم السلطان يعقوب بن عبد الحق بالأندلس وصل هؤلاء الثوار به أيديهم، فخشيهم ابن الأحمر جميعاً على نفسه. وقلب للسلطان أبي يوسف ظهر المجن واستظهر عليه بالأعياص من قرابته. وكان هؤلاء القرابة من أولاد رحو بن عبد الله وإدريس بن عبد الله وإدريس بن عبد الحق- وينسبون جميعاً إلى سوط النساء كما ذكرناه، من أولاد أبي عياد بن عبد الحق- لما أوجسوا الخيفة من السلطان واستشعروا النكير منه، لحقوا بالأندلس ثورية بالجهاد وانتباذا عن الشول فراراً عن محله. ولد كان السلطان أبو يوسف متى أحس بريبة منهم في ذلك، إذا انتقضوا عليه، يشخصهم إلى الأندلس، فاجتمعت منهم عند ابن الأحمر عصابة من أولاد عبد الحق كما قلناه وأولاد وسناف وأولاد نزول وتاشفين بن معطي كبير تيربيغن من بني محمد. وتبعهم أولاد محلي أخوال السلطان أبي يوسف وكان ابن الأحمر كثيراً ما يعقد لهم على الغزاة المجاهدين من زناتة لدار الحرب، فعقد أولا لموسى بن رحو سنة ثلاث وسبعين وستمائة ولأخيه عبد الحق بعد انصرافه إلى المغرب، ثم لابراهيم بن عيسى بعد انصرافهما معا كما قلناه. ثم رجعاً فعقد لموسى بن رحو ثانية على أشياخه،



 وثبت له قدماً في الرياسة، ليحسن به دفاع السلطان أبي يوسف عنهم. ثم تداولت الإمارة فيهم ما بينهم وبين عمومتهم. وربما عقد قبل ذلك أزمان الفترة لعلي بن أبي عياد بن عبد الحق في بعض الغزوات، ولتاشفين بن معطي في أخرى سنة تسع وسبعين وستمائة ومعه طلحة بن محلي، فاعترضوا الطاغية دون حصن المسلمين وكان لهم الظهور. ثم حدثت الفتنة بينه وبين السلطان أبي تاشفين. وعقد ابن الأحمر في إحدى حروبه معه لعلي بن أبي عياد على زناتة جميعاً وحاشهم إلى رايته، فانفضت جموع السلطان أبي يوسف وظهروا عليه. وتقبضوا في المعركة على ابنه منديل واستاقوه أسيراً، إلى أن أطلقه السلطان ابن الأحمر، في سلم عقده بعد مهلكه، مع ابنه يوسف بن يعقوب. واستبد موسى بن رحو من بعدهما بإمارة الغزاة بالأندلس، إلى أن هلك، فوليها كلت بعده أخوه عبد الحق إلى أن هلك سنة تسع وتسعين وستمائة، وكان مظفر الراية على عدو المسلمين. ولما هلك ولي من بعده ابنه حمو بن عبد الحق، فكانت هذه الإمارة متصلة في بني رحو، إلى أن انتقلت منهم إلى إخونهم من بني أبي العلاء وغيرهم. واندرج حمو في جملة عثمان بن أبي العلاء من بعده حسبما نذكر. وأما إبراهيم بن عيسى الوسنافي، فرجع إلى المغرب ونزل على يوسف بن يعقوب وقتله، بمكانه من حصار تلمسان بعد حين من الدهر، وبعد أن كبر وعمي. والله مالك الأمور لا رب غيره. وكان مهلك يعلى بن أبي عياد، سنة سبع وثمانين ومعطي بن بوتاشفين، سنة تسع وثمانين وستمائة. وطلحة بن محلي سنة ست وثمانين وستمائة. والله أعلم.



يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق