إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 24 فبراير 2015

3362 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون القسم السابع المجلد السابع من صفحة 337 إلى 502 ظهور محمد بن السلطان عبد الحليم بسجلماسة:



3362

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
  
من تاريخ العلامة ابن خلدون
  
القسم السابع

المجلد السابع

من صفحة 337 إلى 502


ظهور محمد بن السلطان عبد الحليم بسجلماسة:

قد تقدم لنا عند ذكر السلطان عبد الحليم ابن السلطان أبي علي، وكان يدعى بحلى كيف، بايع له بنو مرين وأجلبوا به على عمر بن عبد الله، سنة ثلاث وستين وسبعمائة، أيام بيعته للسلطان أبي عمر ابن السلطان أبي الحسن. وحاصروا معه البلد الجديد، حتى خرج لدفاعهم وقاتلهم، فانهزموا وافترقوا. ولحق السلطان عبد الحليم بتازى وأخوه عبد المؤمن بمكناسة، ومعه ابن أخيهما عبد الرحمن بن أبي يفلوسن. ثم بايع الوزير عمر بن عبد الله لمحمد بن أبي عبد الرحمن ابن السلطان أبي الحسن. واستبدل به من أبي عمر، لما كان بنو مرين يرمونه به من بالجنون والوسوسة. فاستدعى محمد بن أبي عبد الرحمن من مطرح اغترابه بإشبيلية وبايع له. وخرج في العساكر لمدافعه عبد المؤمن وعبد الرحمن عن مكناسة، فلقيهما وهزمهما، ولحقا بالسلطان عبد الحليم بتازى وساروا جميعاً إلى سجلماسة فاستقروا فيها، والسلطان لعبد الحليم. وقد تقدم خبر ذلك كله في أماكنه. ثم كان الخلاف بين عرب المعقل أولاد حسين والأحلاف. وخرج عبد المؤمن للإصلاح بينهم، فبايع له أولاد حسين ونصبوه كرهاً للملك. وخرج السلطان عبد الحليم إليهم في جموع الأحلاف فقاتلوه وهزموه. وقتلوا كبار قومه: كان منهم يحيى بن رحو بن تاشفين بن معطي شيخ بني تيربيغن وكبير دولة بني مرين، أجلت المعركة عن قتله. ودخل عبد المؤمن البلد منفرداً بالملك.

وصرف السلطان أخاه عبد الحليم إلى المشرق لقضاء فرضه لرغبته في ذلك، فسار على 



طريق القفر مسلك الحاج من التكرور، إلى أن وصل القاهرة، والمستبد بها يومئذ يلبغا الخاصكي، على الأشرف شعبان بن حسين، من أسباط الملك الناصر محمد بن قلاوون، فأكرم وفادته ووسع نزله وجرايته، وأدر لحاشيته الأرزاق. ثم أعانه على طريقه إلى الحج بالأزواد والآنية والظهر من الكراع والخف. ولما انصرف من حجه زوده لسفر المغرب. وهلك بتروجه سنة سبع وستين ووسبعمائة. ورجع حاشيته إلى المغرب بحرمه وولده. وكان ترك محمداً هذا رضيعاً، فشب متقلباً بين الدول من ملك إلى آخر منتبذاً عن قومه لغيرة بني السلطان أبي الحسن من بني عمهم السلطان أبي علي.

وكان أكثر ما يكون مقامه عند أبي حمو سلطان بني عبد الواد بتلمسان، لما يروم به من الأجلاب على المغرب ودفع عادية بني مرين عنهم. فلما وقع بالمغرب من انتقاض عرب المعقل على الوزير مسعود بن ماساي سنة تسع وثمانين وسبعمائة ما وقع واستمروا على الخلاف عليه، انتهز أبو حمو الفرصة وبعث بمحمد بن علي هذا إلى المعقل ليجلبوا به على المغرب، ويمزقوا من ملكه ما قدروا عليه، فلحق بأحيائهم ونزل على الأحلاف الذين هم أمس رحماً بسجلماسة وأقرب موطناً إليها. وكان الوزير مسعود بن ماساي قد ولى عليها من قرابته عليّ بن إبراهيم بن عبو بن ماسي. فلما ظهر عليه السلطان أبو العباس وضيق مخنقه بالبلد الجديد، دس إلى الأحلاف وإلى قريبه علي بن إبراهيم أن ينصبوا محمد ابن السلطان عبد الحليم يملكوه سجلماسة ويجلبوا به على تخوم المغرب، ليأخذوا بحجزة السلطان أبي العباس عنه وينفسوا من خناقه، ففعلوا ذلك. ودخل محمد إلى سجلماسة، فملكها وقام علي بن إبراهيم بوزارته، حتى إذا استولى السلطان أبو العباس على البلد الجديد وفتك بالوزير مسعود بن ماسي وبإخوته وسائر قرابته، اضطرب علي بن إبراهيم وفسد ما بينه وبين سلطانه محمد، فخرج عنه من سجلماسة وعاد إلى أبي حمو سلطان تلمسان كما كان.

ثم زادت هواجس علي بن إبراهيم وارتيابه فخرج عن سجلماسة وتركها ولحق بأحياء العرب. وسارت طائفة منهم معه إلى أن أبلغوه مأمنه. ونزل على السلطان أبي حمو إلى أن هلك، فسار إلى تونس وحضر وفاة السلطان أبي العباس بها سنة ست وتسعين وسبعمائة. ولحق محمد ابن السلطان عبد الحليم بعد مهلك أبي حمو بتونس. ثم ارتحل بعدد وفاة السلطان أبي العباس إلى المشرق في سبيل جولة ومطاوعة واغتراب والله تعالى أعلم.





يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق