إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 24 فبراير 2015

3361 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون القسم السابع المجلد السابع من صفحة 337 إلى 502 وزارة محمد بن علال:


3361

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
  
من تاريخ العلامة ابن خلدون
  
القسم السابع

المجلد السابع

من صفحة 337 إلى 502


وزارة محمد بن علال:

كان أبوه يوسف بن علال من نشأة الدولة وصنيعة السلطان أبي الحسن. وربي في داره. ولما ضخم أمره سما به إلى ولاية الأعمال، فولاه على درعة، فأثرى وأنجب وباهى أولياء الدولة. ثم ولاه السلطان أبو عنان أمر مطبخه ومائدته وضيوفه واستكفى في ذلك، وولاه أخوه أبو سالم بعده كذلك. ثم بعثه على سجلماسة فعاش بها من أمور العرب مشقة. وعزله عنها، فهلك بفاس. وكان له جماعة من ولد نشأوا في ظل هذه النعمة، وحدثت النجابة بمحمد منهم. فلما ولي السلطان أبو العباس، استعمله في أمور الضياف والمائدة كما كانت لأبيه. ثم رقاه إلى المخالصة وخلطه بنفسه. فلما خلع السلطان واستولى الوزير ابن ماسي على المغرب، وكانت بينه وبين أخيه يعيش بن ماسي إحن قديمة، فسكن لصولتهم. حتى إذا اضطرمت نار الفتنة بالمغرب وأجلب عرب المعقل في الخلاف، استوحش محمد هذا، فلحق بأحيائهم مع زروق بن توقريطت كما مر ذكره. ونزلا على يوسف بن علي بن غانم شيخ أولاد حسين وأقاما معه في خلافه. حتى إذا أجاز السلطان الواثق من الأندلس ووصل مع أصحابه إلى جبل زرهون، وأظهروا الخلاف على الوزير ابن ماسي، بادر محمد هذا وزروق إلى السلطان ودخلا في طاعته، متبرئين من النفاق الذي حملهم عليه



 عداوة الوزير ابن ماسي. فما كان إلا أن انعقد الصلح بين الواثق وابن ماسي، وسار به وبأصحابه إلى فاس. وحصلوا في قبضة ابن ماسي، فعفا لهم عما كان منهم واستعملهم في معهود ولايتهم ثم جاء الخبر بإجازة السلطان أبي العباس إلى سبتة، فاضطرب محمد بن يوسف وذكر لخالصة السلطان ومنافرة بني ماساي، فأجمع أمره ولحق بسبتة، فتلقاه السلطان بالكرامة. وير بمقدمه ودفعه إلى القيام بأمر دولته، فلم يزل متصرفاً بين يديه، إلى أن نزل على البلد الجديد. ولأيام من حصارها، خلع عليه للوزارة ودفعه إليها، فقام بها أحسن قيام. ثم كان الفتح وانتظمت أمور الدولة، ومحمد هذا يصرف الوزارة على أحسن أحوالها، إلى أن كان ما نذكره إن شاء الله تعالى.



يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق