3360
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
القسم السابع
المجلد السابع
من صفحة 337 إلى 502
ولاية المنتصر ابن السلطان أبي علي على مراكش واستقلاله بها:
كان السلطان أبو العباس حين ملك المغرب بعث ابنه محمد المنتصر في البحر إلى سلا، واستوزر له عبد الحق بن الحسن بن يوسف، فوصل إلى سلا وأقام بها. ومر به زروق بن توفريطت، راجعاً من دكالة. وقد بلغه نزول السلطان على البلد الجديد، فتلطف في استدعائه، ثم قبض عليه وبعث به إلى أبيه مقيداً، فأودعه السجن وقتل بعد ذلك في بمحبسه. ثم بعث السلطان إلى ابنه المنتصر بولاية مراكش وأن يسير إليها، فلما وصل امتنع النائب بالقصبة من أن يمكنه من البلد، إلا أن يدخل إليه منفرداً عن أصحابه وبطانته. وكان علي بن عبد العزيز شيخ هنتاتة مداخلاً لنائب القصبة، فدس لعبد الحق وزير المنتصر أن النائب قد هم بقتله. وحينئذ تمكن المنتصر من القصبة، فأجفل بالمنتصر وصعد إلى جبل هنتاتة. وطير بالخبر إلى السلطان، فتغير لأبي ثابت وأمره بأن يكاتب نائبه بتمكين ابنه من القصبة. واستوزر له سعيد بن عبدون وبعثه بالكتاب، وعزل عبد الحق عن وزارة ابنه. واستدعاه إلى فاس، فوصل سعيد بن عبدون إلى مراكش ودفع إلى النائب بالقصبة كتاب مستخلفه، فأجاب إلى الامتثال وأمكنه من القصبة واعتزل منها فدخلها. وبعث عن المنتصر ابن السلطان واستولوا عليها، وقبضوا على نائب عامر الذي كان بها وسائر شيعته وبطانته. وامتحنوهم واستصفوهم، إلى أن كان ما نذكره إن شاء الله تعالى.
حصار البلد الجديد وفتحها ونكبة الوزير ابن ماساي ومقتله.
لما نزل السلطان على البلد الجديد واجتمع إليه سائر قبيله وأوليائه وبطانته، داخل الوزير مسعوداً الحنق على وجوه بني مرين لانتباذهم عنه. وهم بقتل أبنائهم الذين
استرهنوهم على الوفاء له، فلاطفه يغمراسن السالفي في المنع من ذلك، فأقصر عنه. وضيق السلطان مخنقه بالحصار ثلاث أشهر، حتى دعا إلى النزول والطاعة، فبعث السلطان إليه ولي الدولة ونزمار بن عريف وخالصته محمد بن يوسف، بن علال، فعقد معهم الأمان لنفسه ولمن معه، على أن يستمر على الوزارة ويبعث بسلطانه الواثق إلى الأندلس. واستحلفهم على ذلك وخرج معهم إلى السلطان، فدخل السلطان البلد الجديد خامس رمضان سنة تسع وثمانين وسبعمائة لثلاثة أعوام وأربعة أشهر من خلعه. ولحين دخوله قبض على الواثق
وبعث به معتقلاً إلى طنجة حتى قتل بها بعد ذلك. ولما استوى على أمره قبض على الوزير ابن ماسي ليومين من دخوله وعلى إخوانه وحاشيته. وامتحنهم جميعاً، فهلكوا في العذاب. ثم سلط على مسعود من العذاب والانتقام ما لا يعبر عنه. ونقم عليه ما فعله بدور بني مرين النازعين إلى السلطان بأنه كان متى هرب منه أحد منهم يعمد إلى بيوته فينهبها ويخربها، فأمر السلطان بعقابه في أطلالها، فكان يوتى به إلى كل بيت منها، فيضرب عشرين سوطاً إلى أن أفحش فيه العذاب وتجاوز الحد. ثم أمر به فقطع، فهلك عند قطع الثانية من الأربعة، فذهب مثلاً في الآخرين.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق