2549
تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
من تاريخ العلامة ابن خلدون
المجلد الخامس
من صفحة 343- 412
وفاة المنصور صاب حماة وولاية إبنه الناصر :
قد تقدم لنا أنّ صلاح الدين كان قد أقطع تقي الدين عمر ابن أخيه شاهنشاه مدينة حماة وأعمالها، ثم بعثه إلى الجزيرة سنة سبع وثمانين فملك حران والرها وسروج وميافارقين وما إليها من بلاد الجزيرة، فأقطعه إياها صلاح الدين. ثم سار إلى بلاد أرمينية وقصد بكتمر صاحب خلاط وحاصرها. ثم إنتقل إلى حصار ملازكرد. وهلك عليها تلك السنة وتولى إبنه ناصر الدين محمد، ويلقب المنصور على أعماله. ثم انتزع صلاح الدين منه بلاد الجزيرة وأقطعها أخاه العادل، وأبقى حماة وأعمالها بيد ناصر الدين محمد المذكور فلم تزل بيده إلى أن توفي سنة سبع عشرة وستمائة لثمان وعشرين سنة من ولايته عليها بعد مهلك عمّ أبيه صلاح الدين والعادل.
وكان إبنه ولي عهده المظفر عند العادل بمصر، وإبنه الآخر قليج أرسلان عند خاله المعظم عيسى بمكانه من حصاره لملازكرد فاستدعاه أهل دولته بحماة، واشترط المعظم عليه مال يحمله وأطلقه إليهم فملك حماة وتلقب الناصر وجاءه أخوه ولي العهد من مصر فدافعه أهل حماة فرجع إلى دمشق عند المعظم، وكاتبهم واستمالهم فلم يجيبوه، ورجع إلى مصر، والله تعالى أعلم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق