إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 31 يناير 2014

مصادر كتابة التاريخ المصري القديم



مصادر كتابة التاريخ المصري القديم

اعتمد مؤرخو التاريخ المصري القديم في تسجيل أحداث هذا التاريخ على المصادر الأربعة الآتية:

الآثار، والحضارات المعاصرة، وكتابات الرحالة اليونان والرومان، والكتابين السماويين" التوراة والقرآن الكريم".

الآثار

ويقصد بها ما خلفته الحضارة المصرية القديمة من تراث مكتوب وغير مكتوب؛ كالأهرامات والمعابد والمقابر وأوراق البردي واللوحات الجنائزية والتوابيت والعلوم والآداب.

أهم المصادر الأثرية :

1- اللوحات الصغيرة والصلابات ومقامع الملوك :.

وهي اللوحات الصغيرة من الحجارة أو العاج أو الأبنوس والأخشاب وقد بدأ بها المصريون في عصر ما قبل التاريخ بتسجيل الأحداث والأعمال ثم مع بداية الأسرة الأولى توصل المصريون إلى معرفة الكتابة وكتابة بعض أسماء الملوك ولكن ظلوا يسجلون أيضا بالصورة أو النقش ما يرغبون في التعبير عنه من أحداث تاريخهم أو مشاريع معينة تنسب إلى ملوكهم الأوائل مثل رأس مقمعة القتال الخاصة بالملك العقرب ث صلابة الملك تعرمر التي تعبر نقوشها علي إتمام عملية الوحدة السياسية للبلاد .

2- القوائم الملكية :

وهي تعتبر من أهم ما تقدمه الأثرية بالنسبة لأحداث تاريخ مصر وهي تلك القوائم أو مسارد الملوك التي تدون أسمائهم مرتبة ترتيبا زمنيا مع ذكر مدد حكمهم وأهم أحداث عصرهم .

ومن حسن الحظ أنه وصل إلينا بعض من هذه القوائم الملكية سليمة إلى حد ما وأكثر هذه المصادر دقة إلي ترتيب بالملوك .

-حجر بالرمو :وهو موجود بمتحف بالرمو بإيطاليا وهو عبارة عن لوحة كبيرة من حجر الديوريت الأسود حطمت غلي ستة قطع واحدة في بالرمو وأربعة في المتحف المصري وقطعة سادسة في متحف الجامعة بلندن (وهي تؤرخ ملوك من الأسرة الأولي وحتى الأسرة الخامسة ) .

- قائمة الكرنك : وجدت منقوشة في معبد الكرنك وهي من عهد تحتمس الثالث وهي تؤرخ من ملوك الأسرة الرابعة حتى عهد الملك وأسقطت ملوك عصر الانتقال الأول .

- قائمتا أربيدوس : وعشر عليها في معبد سيتي الأول ورمسيس الأول في أربيدوس كانت الأولى منقوشة علي لوحة موجودة الآن في المتحف البريطاني والقائمة الثانية موجودة مدونة علي الجدران الداخلية للمعبد .وتذكر من اسم منا حتى اسم مؤسس الأسرة التاسعة عشرة رمسيس الأول .

- لوحة سقارة : وقد عثر عليها مارييت في سقارة وذكر عليها حوالي 58 اسم ملك لم يبقي منها سوي 51 الآن وتذكر بعض أسماء ملوك الأسرة حتى رمسيس الثاني .
-بردية تورين : وهي بالهيراطيقية عهد رمسيس الثاني وتضم 300 اسما من الملوك من عصر ما قبل الأسرات وحتى الأسرة السابعة عشرة وتوجد البرزيه في متحف تورين بإيطاليا .

- لوحة الأنساب (موجودة في متحف برلين وهي قائمة كبار منف من الأسرة 22 وتنزل بالنسب إلى لأسرة 11 وتذكر حوالي 60 كاهنا وأقام اسم كل منهم الملك الذي عاصو وقد اكتفي بعض هذه القوائم بتسجيل تتابع أسماء الملوك بينما أضاف بعضها إلى اسمائهم ذكر فترات الحكم بالأعوام والشهور والأيام كما سجلت بعضهم أهم ما اشتهرت به عهودهم من منشآت خاصة وعامة وأعياد وحروب وبعثات تجارية .

وليس من شك في أن هذا المصدر هو أهم وأصدق مصادر دراسة التاريخ المصري القديم . ورغم هذا لا يمكن للباحث المدقق أن يأخذ بكل ما سجل على الآثار كحقيقة مسلم بها، لأن المصريين القدماء لم يكتبوا بقصد تسجيل الأحداث التاريخية بمفهومنا الحالي فجاء بعض ما سجلوه غير معِّبر عن الحقيقة، ونضرب مثلا على ذلك ادعاء بعض الملوك بأنهم أحرزوا نصراً حاسماً في معركة معينة على الرغم من أن المنطق والواقع والمصادر الأخرى التي تتحدث عن نفس المعركة لا يمكن أن تؤكد هذا النصر الحاسم؛ وليس أمام الباحث من طريق سوى عقد مقارنة موضوعية ليتوصل إلى الحقيقة أو ما يقترب منها.

الحضارات المعاصرة

ويقصد بها ما ورد في كتابات الحضارات المعاصرة للحضارة المصرية القديمة كالحضارات البابلية والأشورية والفينيقية والحيثية واليونانية وغيرها. وإذا كان التدقيق مطلوباً بالنسبة للآثار المصرية، فإنه واجب فيما يتعلق بما ذكرته هذه المصادر التي لم تكن موضوعية في بعض الأحوال عند تسجيل الأحداث، فترفع من شأنها إذا كانت تخدم هدفاً لهم أو تقلل من أهميتها إذا كان ذلك سيؤدي إلى الإقلال من أهمية الطرف الآخر لديهم.

كتابات الرحالة اليونان والرومان

يمثل المصدر الثالث ما ورد في كتابات الرحالة اليونان والرومان الذين زاروا مصر في فترات مختلفة ابتداء من القرن السادس قبل الميلاد حتى القرن الثاني للميلاد. ويعتبر هذا المصدر أقل المصادر دقة لأسباب عدة، منها أن هؤلاء الرحالة لم يكونوا على علم باللغة المصرية القديمة عندما زاروا مصر فاعتمدوا في تسجيل الأحداث على المترجمين والوسطاء فجاءت كتاباتهم مبتورة ومشوهة ومنافية للحقائق في بعض الأحيان. ومن الأسباب أيضا أنهم زاروا مصر في فترات ضعفها أو كانت بلادهم في حالة عداوة مع مصر، ونذكر منهم على سبيل المثال "هيرودوت" و"ديودور الصقلي" و"بلو تارخ الروماني"، ويكفي أن يرجع القارئ إلى كتابات هيرودوت عن مصر ليلحظ ما فيه من التجني وعدم الموضوعية في معظم ما ذكروه عن مصر وشعبها.

بدأ الرحالة الإغريق يفدون إلي مصر اعتبارا من القرن السادس قبل الميلاد ومنذ ذلك الحين لم ينقطع وفودهم إليها والتجول في بعض أرجائها ، وقد كتب عن جغرافيتها وعادات سكانها وتقاليدهم ، وجانب من ديانتهم وتاريخهم ، تبعهم عدد من الرحالة الرومان ،

ومن اشهرهم :

1 ــ هيكاته المليتي :

نسبة إلي مليته الإغريقية بآسيا الصغرى وقد زار مصر ، ويعتبر أول من زارها من الرحالة الإغريق وكان ذلك 520 ق . م ، وضع عنها كتابا ، قيل أن هيرودوت اقتبس بعض كتابته منه .

2 ــ هيرودوت :

هو المؤرخ الإغريقي المشهور الذي لقب بأبو التاريخ ، وقد وضع هيرودوت عن مصر الجزء الثاني من كتابه العام في التاريخ ، تحدث فيه عن بعض جغرافيتها والأحداث التاريخية التي مرت به وسجل هيرودوت كل ما سمعه دون تدقيق فجاء كتابه جامعا لكثير من الحقائق بجانب العديد من الأكاذيب .

3 ــ هيكاته الابدري :

نسبة إلي بلدة ابديرا باليونان وقد وضع كتابا عن مصر بصفة عامة وقد اتسعت كتابته بروح التحيز لوطنه .

4 ــ ديودور الصقلي :

زار مصر حوالي 59 ق . م ، ووضع الجزء الأول من كتابه في تاريخ العالم ، وتحدث فيه عن العقائد الدينية والآلهة المصرية .

وتميزت كتابته باعتماده علي الكثير من المصادر ، وبحسن عرضه لأراء من سبقوه بدقة وكذلك نزوعه إلي البحث عن الحقيقة .

5 ــ سترابون :

هو العالم الجغرافي الإغريقي وقد وصف مصر ومعالمها في جزئين من كتاب له عن الجغرافيا بعد ما صحب واليها الروماني ايليوس جالوس في رحلة إلي مصر العليا مما أتاح له فرصة مشاهدة الكثير من المدن والأقاليم المصرية وما بها من الآثار الهامة .

6 ــ بلوتارك :

وهو مؤرخ روماني ، وقد كتب مؤلفا بعنوان إيزيس وأوزوريس ، كما كتب عن العقائد الدينية .
ويعد من أكثر المؤرخين القدماء أمانة في النقل .



الكتب السماوية "التوراة والقرآن الكريم"

وردت في الكتابين السماويين إشارات إلى مواقع قديمة وأحداث تاريخية. ورغم إيماننا بكل كلمة وردت في الكتابين السماويين وبإمكانية الاستفادة منها، إلا أنهما ليسا كتابين للتاريخ والتأريخ، وإنما أنزلهما الله سبحانه وتعالى للعظة والعبرة، كما لم يرد فيهما ذكر صريح لأسماء ملوك أو حكام. والواقع أن آثار المصريين القدماء تظل هي أصدق وأدق المصادر لكتابة تاريخهم، ولعلنا نشير إلى بعض الوثائق المهمة التي تركوها لنا وخصوصا القوائم التي تضمنت أسماء الملوك وهي:

حجر بالرمو

ينسب هذا الحجر إلى مدينة بالرمو عاصمة جزيرة صقلية حيث يوجد بمتحفها منذ عام 1877، والذي يؤرخ بنهاية الأسرة الخامسة أو أوائل الأسرة السادسة. والحجر عبارة عن قطعة صغيرة من حجرالشست يبلغ طولها5.43 سم، كانت جزءًا من حجر كبير سجل على وجهيه أسماء من حكموا مصر منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى الأسرة الخامسة، حيث إن آخر اسم هو اسم "نفر اير كا رع" أحد ملوك هذه الأسرة ولسبب ما تحطم هذا الحجر ولم يعثر إلا على ست قطع منه أكبرها قطعة بالرمو، وتوجد في المتحف المصري بالقاهرة أربع قطع، على حين توجد القطعة السادسة في متحف الجامعة في لندن.

لوحة الكرنك

نقشت هذه اللوحة في عهد الملك تحتمس الثالث أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة وكانت قائمة في حجرة صغيرة بجانب صالة الأعياد في معبد الكرنك، وقد نقلت إلى متحف اللوفر بباريس. تضم اللوحة أسماء 16 ملكاً من أسلاف تحتمس الثالث طُمس الأسم الأول منها وتلاه اسم الملك "سنفرو" مؤسس الأسرة الرابعة ثم أسماء ملوك بعض الأسرات حتى نهاية الأسرة السابعة عشرة.

لوحة سقارة

عثرعلى هذه اللوحة في مقبرة أحد الكهنة في سقارة والذي عاش في عهد الملك رمسيس الثاني ثالث ملوك الأسرة التاسعة عشرة، وتوجد اللوحة في المتحف المصري بالقاهرة وتضم على وجهيها أسماء 58 ملكاً بادئة بملوك الأسرة الأولى ومنتهية برمسيس الثاني نفسه.

لوحة أبيدوس

عثرعليها في معبد أبيدوس "العرابة المدفونة حالياًّ- مركز البلينا محافظة سوهاج" وتضم اللوحة- التي ترجع لعهد الملك سيتي الأول أحد ملوك الأسرة التاسعة عشرة -أسماء 76 ملكاً مبتدئة بأسماء ملوك الأسرة الأولى ومنتهية بالملك سيتي نفسه، مع إغفال بعض الملوك من أسرات مختلفة.

بردية تورين

تنسب هذه البردية إلى مدينة تورين الايطالية حيث تحفظ بمتحفها؛ وقد ذكر أنه عثر عليها في منف وأنها وصلت إلى إيطاليا في أوائل القرن التاسع عشر، وتؤرخ البردية لعهد الأسرة التاسعة عشرة وتضم 300 اسم مبتدئة بأسماء الآلهة الذين حكموا مصر ومنتهية بأسماء ملوك الأسرة السابعة عشرة، أي نهاية حكم الهكسوس.

تاريخ مانيتون

مانيتون مؤرخ مصري قديم من مدينة سمنود في محافظة الغربية؛ كان كاهناً في عهد الملك بطليموس الثاني "فيلادلفوس 280.ق.م" الذي كلفه بكتابة تاريخ مصر القديمة. أخذ مانيتون هذه المهمة على عاتقه واعتمد في كتاباته على الوثائق التي خلفتها الحضارة المصرية والتي كانت تضمها دور حفظ الوثائق بالمعابد بالإضافة إلى كل ما وجده في متناول يديه من وثائق الإدارات الحكومية وغيرها؛ ولسوء الحظ فقدت النسخة الأصلية من تاريخ مانيتون أثناء حريق مكتبة الإسكندرية، ولم يصلنا من هذا التاريخ إلا مقتطفات نقلها بعض المؤرخين، ومنهم على سبيل المثال المؤرخ اليهودي "يوسيفوس" الذي حاول أن يرفع من شأن بني جنسه ذاكراً أنهم هم الهكسوس الذين غزوا مصر بعد انهيار الدولة الوسطى. ومن المؤرخين كذلك المؤرخ الإفريقي "جوليوس" الذي نقل في مؤلفه بعض أسماء الملوك التي كانت مدونة في تاريخ مانيتون الأصلي.

نصوص الأنساب

ويقصد بها النصوص التي تحكي نسب عائلة معينة، وقد انتشرت عادة تسجيل النسب في العصور المتأخرة المصرية، وترجع أهميتها إلى أنها تساعد على معرفة تتابع بعض الملوك التي عاشت أسر أصحاب هذه النصوص في عهودهم. ومن أشهر هذه الأنساب، نسب كاهن عاش في الأسرة الثانية والعشرين، نقش على لوحة من الحجر محفوظة بمتحف برلين. وقد ذكر الكاهن أسماء 60 جداًّ وأمام اسم كل منهم الملك الذي عاصره. هذا ولا يمكن الاعتماد التام على هذه النصوص إلا بعد مقارنتها بالمصادر الأخرى للتأكد من دقة ما ورد فيها من معلومات؛ وإذا كانت كل هذه المصادر السبعة لا تسجل إلا حياة الملوك كما هو الحال بالنسبة لنقوش المعابد والمقابر الملكية، فإن ففأنن نقوش مقابر الأفراد في العصور المختلفة والتي توجد في مناطق متعددة تحوي الكثير من النقوش والمناظر التي تصور الطبقة المتوسطة وطبقة العمال والفلاحين. وهذه الآثار على كثرتها في مصر وفي المتاحف الأجنبية لا تعني أنه قد تم كتابة كل فصول التاريخ المصري القديم، وسد كل الثغرات فيه لأن تراب مصر لا يزال يخفي الكثير من الكنوز التي سيؤدي الكشف عنها إلى إعادة كتابة بعض فصول هذا التاريخ.





يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق