70
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السادس
ذكر عودة علاء الدولة إلى أصبهان وغيرها وما كان منه
لما مات محمود بن سبكتكين طمع فناخسرو بن مجد الدولة بن بويه في الري وكان قد هرب منها لما ملكها عسكر يمين الدولة محمود فقصد قصران وهي حصينة فامتنع بها.
فلما توفي يمين الدولة وعاد ابنه مسعود إلى خراسان جمع فناخسرو هذا جمعًا من الديلم والأكراد وغيرهم وقصدوا الريي فخرج إليه نائب مسعود بها ومن معه من العسكر فقاتلوه فانهزم منهم وعاد إلى بلده وقتل جماعة من عسكره.
ثم إن علاء الدولة بن كاكويه لما بلغه وفاة يمين الدولة كان بخوستان عند الملك أبي كاليجار كما ذكرنا وقد أيس من نصره وتفرق بعض من عنده من عسكره وأصحابه والباقون على عزم مفارقته وخائف من مسعود أن يسير إليه من أصبهان فلا يقوى هو وأبو كاليجار به فأتاه من الفرج بموت يمين الدولة ما لم يكن في حسابه فلما سمع الخبر سار إلى أصبهان فملكها وملك همذان وغيرهما من البلاد وسار إلى الري فملكها وامتد إلى أعمال أنوشروان بن منوجهر بن قابوس فأخذ منه خوار الري ودنباوند.
فكتب أنوشروان إلى مسعود يهنئه بالملك وسأله تقرير الذي عليه بمال يحمله فأجابه إلى ذلك وسير إليه عسكرًا من خراسان فساروا إلى دنباوند فاستعادوها وساروا نحو الري فأتاهم المدد والعسكر وممن أتاهم علي بن عمران فكثر جمعهم فحصروا الري وبها علاء الدولة فاشتد القتال في بعض الأيام فدخل العسكر الري قهرًا والفيلة معهم فقتل جماعة من أهل الري والديلم ونهب المدينة وانهزم علاء الدولة وتبعه بعض العسكر وجرحه في رأسه وكتفه فألقى لهم دنانير كانت معه فاشتغلوا بها عنه فنجا وسار إلى قلعة فردجان على خمسة عشر فرسخًا من همذان فأقام بها إلى أن برأ من جراحته وكان من أمره ما نذكر إن شاء الله تعالى وخطب بالري وأعمال أنوشروان لمسعود فعظم شأنه.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق