62
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السادس
ذكر عدة حوادث
و في هذه السنة سير الظاهر جيشًا من مصر مقدمهم أنوشتكين الزبري فقتل صالح بن مرداس
وفيها سقط في البلاد برد عظيم وكان أكثره بالعراق وارتفعت بعده ريح شديدة سوداء فقلعت كثيرًا من الأشجار بالعراق فقلعت شجرًا كبارًا من الزيتون من شرقي النهراون وألقته على بعد من غربيها وقلعت نخلة من أصلها وحملتها إلى دار بينها وبين موضع هذه الشجرة ثلاث دور وقلعت سقف مسجد الجامع ببعض القرى.
وفيها في ذي القعدة تولى عبد الله بن ماكولا قضاء القضاة.
وفيها توفي أبو الحسن علي بن عيسى الربعي النحوي عن نيف وتسعين سنة وأخذ النحو عن أبي علي الفارسي وأبي سعيد السيرافي وكان فكهًا كثير الدعابة فمن ذلك أنه كان يومًا على شاطيء دجلة ببغداد والملك جلال الدولة والمرتضى والرضي كلاهما في سميرية ومعهما عثمان بن جني النحوي فناداه الربعي: أيها الملك ما أنت صادق في تشيعك لعلي بن أبي طالب يكون عثمان إلى جانبك وعلي يعني نفسه هاهنا! فأمر بالسميرية فقربت إلى الشاطيء وحمله معه.
وقيل إن هذا القول كان للشريف الرضي وأخيه المرتضى ومعهما عثمان ابن جني فقال: ما أعجب أحوال الشريفين! يكون عثمان معهما وعلي يمشي على الشط.
وفيها أيضًا توفي أبو المسك عنبر الملقب بالأثير وكان قد أصعد إلى الموصل مغاضبًا لجلال الدولة فلقيه قرواش وأهله وقبلوا الأرض بين يديه فأقام عندهم وكان خصيًا لبهاء الدولة بن بويه وكان قد بلغ مبلغًا عظيمًا لم يخل أمير ولا وزير في دولة بني بويه من تقبيل يده والأرض بين يديه وكان قد استقر بينه وبين قرواش وأبي كاليجار قاعدة أن يصعد أبو كاليجار من واسط وينحدر الأثير وقرواش من الموصل لقصد جلال الدولة وكان الأثير قد انحدر من الموصل فلما وصل مشهد الكحيل توفي فيه.
وفيها انقطع كوكب عظيم في رجب أضاءت منه الأرض وسمع له صوت عظيم كالرعد وتقطع أربع قطع وانقض بعده بليلتين كوكب آخر دونه وانقض بعدهما كوكب أكبر منهما وأكثر ضوءًا.
وفيها كانت ببغداد فتنًا قوي فيها أمر العيارين واللصوص فكانوا يأخذون العملات ظاهرًا.
وفيها قطعت الجمعة من جامع براثا وسببها أنه كان يخطب فيها إنسان يقول في خطبته: بعد الصلاة على النبي وعلى أخيه أمير المؤمنين على بن أبي طالب مكلم الجمجمة ومحييها البشري الإلهي مكلم الفتية أهل الكهف إلى غير ذلك من الغلو المبتدع فأقام الخليفة خطيبًا فرجمه العامة فانقطعت الصلاة فيه فاجتمع جماعة من أعيان الكرخ مع المرتضى واعتذروا إلى الخليفة بأن سفهاء لا يعرفون فعلوا ذلك وسألوا إعادة الخطبة فأجيبوا إلى ما طلبوا وأعيدت وفيها توفي ابن أبي الهبيش الزاهد المقيم بالكوفة وهو من أرباب الطبقات الغالية في الزهد وقبره يزار إلى الآن وقد زرته.
وفيها توفي منوجهر بن قابوس بن وشمكير وملك ابنه أنوشروان.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق