58
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السادس
ذكر ملك الغز مدينة الموصل
لما خرجوا من أذربيجان إلى جزيرة ابن عمر وهي من أعمال نصر الدولة ابن مروان سار بعضهم إلى ديار بكر مع أمرائهم المذكورين وسار الباقون إلى البقعاء ونزلوا برقعيد فأرسل إليهم قرواش صاحب الموصل من ينظر فيهم ويغير عليهم.
فلما رأوا ذلك تقدموا إلى الموصل فأرسل إليهم يستعطفهم ويلين لهم وبذلك لهم ثلاثة آلاف دينار فلم يقبلوا فأعاد مراسلتهم ثانية فطلبوا خمسة عشر ألف دينار فالتزمها وأحضر أهل البلد وأعلمهم الحال.
فبينما هو بجمع المال وصل الغز إلى الموصل ونزلوا بالحصباء فخرج إليهم قرواش وأجناده والعامة فقاتلوهم عامة نهارهم وأدركهم الليل فافترقوا فلما كان الغد عادوا إلى القتال فانهزمت العرب وأهل البلد وهرب قرواش في سفينة نزلها من داره وخرج من جميع ماله إلا الشيء اليسير ودخل الغز البلد فنهبوا كثيرًا منه ونهبوا جميع ما لقرواش من مال وجوهر وحلي وثياب وأثاث ونجا قرواش في السفينة ومعه نفر فوصل إلى السن وأقام بها وأرسل إلى الملك جلال الدولة يعرفه الحال ويطلب النجدة وأرسل إلى دبيس بن مزيد وغيره من أمراء العرب والأكراد يستمدهم ويشكو ما نزل به.
وعمل الغز بأهل الموصل الأعمال الشنيعة من الفتك وهتك الحريم ونهب المال وسلم عدة محال منها سكة أبي نجيح والجصاصة وجارسوك وشاطيء نهر وباب القصابين على مال ضمنوه فكفوا عنهم.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق