581
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الرابع
ذكر استيلاء المكتفي على الشام ومصر وانقراض ملك الطولونية
وفي المحرم منها سار محمد بن سليمان إلى حدود مصر لحرب هارون بن خمارويه بن أحمد بن طولون.
وسبب ذلك أن محمد بن سليمان لما تخلف عن المكتفي وعاد عن محاربة القرامطة واستقصى محمد في طلبهم فلما بلغ ما أراد عزم على العود إلى العراق فأتاه كتاب بدر الحمامي غلام ابن طولون وكتاب فائق وهما بدمشق يدعوانه إلى قصد البلاد بالعساكر بساعداه على أخذها فلما عاد إلى بغداد أنهى ذلك إلى المكتفي فأمره بالعود وسير معه الجنود والأموال ووجه المكتفي دميانة غلام بازمار وأمره بركوب البحر إلى مصر ودخول النيل وقطع المواد عن مصر ففعل وضيق عليهم.
وزحف إليهم محمد بن سليمان في الجوش في البر حتى دنا من مصر وكاتب من بها من القواد وكان أول من خرج إليه بدر الحمامي وكان رئيسهم فكسرهم ذلك وتتابعه المستأمنة من قواد المصريين فلما رأى ذلك هارون في بعض الأيام عصبية فاقتتلوا فخرج هارون يسكنهم فرماه بعض المغاربة بمرزاق معه فقتله فلما قتل قام عمه شيبان بالأمر من بعده وبذل المال للجند فأطلقوه وقاتلوا معه فأتتهم كتب بدر يدعوهم إلى الأمان فأجابوه إلى ذلك.
فلما علم محمد ين سليمان الخبر سار إلى مصر فأرسل إليه شيبان يطلب الأمان فأجابه فخرج إليه ليلًا ولم يعلم به أحد من الجند فلما أصبحوا قصدوا داره ولم يجدوه فبقوا حيارى ولما وصل محمد مصر دخلها واستولى على دور طولون وأموالهم وأخذهم جميعا وهم بضعة عشر رجلا فقيدهم وحبسهم واستقصى أموالهم وكان ذلك في صفر وكتب بالفتح إلى المكتفي فأمره بإشخاص آل طولون وأسبابهم من مصر والشام إلى بغداد ولا يترك منهم أحد أن ثم ظهر بمصر إنسان يعرف بالخلنجي وهومن قوادهم وكان تخلف عن محمد بن سليمان فاستمال جماعة وخالف على السلطان وكثر جمعه وعجز النوشري عنه فسار إلى الإسكندرية ودخل إبراهيم الخلنجي مصر وكتب النوشري إلى المكتفي بالخبر فسير إليه الجنود مع فاتك مولى المعتضد وبدر الحمامي فساروا في شوال نحو مصر.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق