إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 24 فبراير 2015

3358 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون القسم السابع المجلد السابع من صفحة 337 إلى 502 مسير السلطان أبي العباس من سبتة، لطلب ملكه بفاس ونهوض ابن ماساي لدفاعه ورجوعه منهزما:


3358

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )
  
من تاريخ العلامة ابن خلدون
  
القسم السابع

المجلد السابع

من صفحة 337 إلى 502


مسير السلطان أبي العباس من سبتة، لطلب ملكه بفاس ونهوض ابن ماساي لدفاعه ورجوعه منهزما:

لما استولى السلطان أبو العباس على سبتة وتم له ملكها، اعتزم على المسير لطلب ملكه بفاس. وأغراه ابن أحمر بذلك ووعده بالمداد، بما كان من مداخلة ابن ماساي لجماعة من بطانته في أن يقتلوه ويملكوا الرئيس الأبكم. يقال إن الذي داخله في ذلك، من بطانة ابن الأحمر، يوسف بن مسعود البلنسي ومحمد ابن الوزير أبي القاسم بن الحكيم الرندي. وشعر بهم السلطان ابن الأحمر وهو يومئذ على جبل الفتح، يطالع أمور السلطان أبي العباس، فقتلهم جميعاً وإخوالهم. ويقال إن ذلك كان بسعاية القائم على دولته مولاه خالد، كان يغص بهم ويعاودهم، فاحتال عليهم بهذه وتمت سعايته بهم، فاستشاط ابن الأحمر غضباً على ابن ماساي. وبعث إلى السلطان أبي العباس يستنفره للرحلة إلى طلب ملكه، فاستخلف على سبتة رخو ابن الزعيم المكدودي عاملها من قبل كما مر. وصار إلى طنجة، وعاملها من قبل الواثق صالح بن حمو الياباني، ومعه بها الرئيس الأبكم من قبل العساكر، فحاصرها أياماً وامتنعت عليه، فجمر عنهم الكتائب وسار عنها إلى أصيلاً، فدخلت في دعوته وملكها. ونهض الوزير ابن فارس في العساكر، بعد أن استخلف أخاه يعيش على دار



 الملك وسار. ولحقت مقدمته باصيلا، ففارقها السلطان أبو العباس وصعد إلى جبل الصفيحة فاعتصم به. وجاء الوزير ابن ماسي، فتقدم إلى حصاره بالجبل وجمع عليه رماة الرجل من الأندلس الذين كانوا بطنجة. وأقام يحاصره بالصفيحة شهرين. وكان يوسف بن علي بن غانم، شيخ أولاد حسين من عرب المعقل، مخالفاً على الوزير مسعود وداعية للسلطان أبي العباس وشيعة له، وكان يراسل ابن الأحمر في شأنه. فلما سمع باستيلائه على سبتة وإقباله على فاس، جمع أشياعه من العرب ودخل إلى بلاد المغرب ونزل ما بين فاس ومكناسة. وشن الغارات على البسائط واكتسحها. وأرجف الرعايا وأجفلوا إلى الحصون. وكان ونزمار بن عريف ولي الدولة شيعة للسلطان، وكان يكاتبه وهو بالأندلس ويكاتب ابن الأحمر في شأنه. فلما اشتد الحصار على السلطان بالصفيحة، بعث ابنه أبا فارس إلى ونزمار، بمكانه من نواحي تازى. وبعث معه سيور بن يحياتن بن عمر، فقام ونزمار بدعوته وسار به إلى مدينة نازى، وعاملها سليمان بن بوحياة الغودودي من قرابة الوزير ابن ماساي. فلما نزل به أبو فارس ابن السلطان بادر إلى طاعته وأمكنه من البلد، فاستولى عليها واستوزر سليمان هذا. وسار إلى صفروي ومعه ونزمار للإجتماع بعرب المعقل واصفاقهم على حصار فاس. وكان محمد بن الدمعة عاملاً على ورغة، فبعث إليه السلطان عسكراً مع العباس بن المقداد ابن أخت الوزير محمد بن عثمان، فقتلوه وجاؤا برأسه. ونجم الخلاف على يعيش نائب البلد الجديد من كل جهة وطير يعيش بن ماساي النائب بدار الملك، بالخبر بذلك كله إلى أخيه، بمكانه من حصار السلطان بالصفيحة، فانفضت عنه العساكر وأجفل راجعاً إلى فاس. وسار السلطان في اتباعه. ودخل في طاعته عامل مكناسة الخير مولى الأمير عبد الرحمن. ولقيه يوسف بن علي بن غانم ومن معه من أحياء العرب، وساروا جميعاً إلى فاس. وكان أبو فارس ابن السلطان، قد رحل من تازى إلى صفيروا للقاء أبيه، فاعترضه الوزير ابن ماساي في العساكر، ورجا أن يفله. ولقيه ببني بهلول، فنزع أهل المعسكر إلى أبي فارس. ورجع الوزير منهزماً ودخل البلد الجديد، فاعتصم بها. وبلغ خبره إلى السلطان وهو بمكناسة، فارتحل يغذ السير إلى فاس. وسار ابنه أبو فارس للقائه، فلقيه على وادي النجا. وصبحوا البلد الجديد، فنزلوا عليها بجموعهم. وقد اعتصم بها الوزير في أوليائه وبطانته، ومعه يغمراسن بن محمد  السالفي ورهائن بني مرين، الذين استرهنهم عند مسيره معهم للقاء السلطان بأصيلا. والله أعلم.



يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق