إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 1 فبراير 2015

2554 تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون ) من تاريخ العلامة ابن خلدون المجلد الخامس من صفحة 343- 412 فتنة المعظم مع أخوية الكامل والأشرف ومال دعت إليه من الأحوال:


2554

تاريخ ابن خلدون ( ابن خلدون )

 من تاريخ العلامة ابن خلدون

المجلد الخامس

من صفحة 343- 412


فتنة المعظم مع أخوية الكامل والأشرف

ومال دعت إليه من الأحوال:

كان بنو العادل الكامل والأشرف والمعظم لما توفي أبوهم قد اشتغل كل واحد منهم بأعماله التي عهد له أبوه، وكان الأشرف والمعظم يرجعان إلى الكامل وفي طاعته. ثم تغلب عيسى على صاحب حماة  الناصر  بن المنصور بن المظفر، وزحف سنة تسع عشرة إلى حماة فحاصرها وامتنعت عليه فسار إلى سلمية والمعرّة من أعمالها فملكها. وبعث إليه الكامل صاحب مصر بالنكير والإفراج عن البلد فامتثل، وأضغن ذلك عليه. وأقطع الكامل سلمية لنزيله المظفر بن المنصور أخي صاحب حماة، وكشف المعظم قناعه في فتنة أخويه الكامل والأشرف. وأرسل إلى ملوك الشرق يدعوهم إلى المظاهرة عليهما. وكان جلال الدين منكبري بن علاء الدين خوارزم شاه قد رجع من الهند بعد ما غلبه التتر على خوارزم وخراسان وغزنة



 وعراق العجم وأجاز إلى الهند. ثم رجع سنة إحدى وعشرين وستمائة فاستولى على فارس وغزنة وعراق العجم وأذربيجان ونزل توريز، وجاور بني أيوب في أعمالهم فراسله المعظم صاحب دمشق وصالحه واستنجده على أخويه فأجابه. ودعا المعظم الظاهر أخا الأشرف وعامله على خلاط والمظفر كوكبري صاحب إربل إلى ذلك فأجابوه كلهم، وانتقض الظاهر غازي على أخيه الأشرف في خلاط وأرمينية، وأظهر عصيانه في ولايته التي بيده إليه الأشرف سنة إحدى وعشرين وغلبه على خلاط فملكها، وولى عليها حسام الدين أبا على الموصلي، كان أصله من الموصل. واستخدم للأشرف وترقى في خدمته إلى أن ولاه خلاط، وعفا الأشرف عن أخيه الظاهر غازي وأقره على ميافارقين. وسار المظفر صاحب إربل و لؤلؤ  صاحبها في طاعة الأشرف فحاصرها، وامتنعت عليه ورجع عنها. وسار المعظم بنفسه من دمشق إلى حمص، وصاحبها شيركوه بن محمد بن شيركوه في طاعة الكامل فحاصرها وامتنعت عليه، ورجع إلى دمشق. ثم سار الأشرف إلى المعظم طالباً للصلح فأمسكه عنده على أن ينحرف عن طاعة الكامل. وإنطلق إلى بلده فاستمر على شأنه. ثم زحف جلال الدين صاحب أذربيجان سنة أربع وعشرين إلى خلاط فحاصرها مرة بعد مرة، وأفرج عنها فسار حسام الدين نائبها إلى بلاد جلال الدين. وملك حصونها واضطرب الحال بينهم، وخشي الكامل مغبة الأمر مع المعظم بمالأته لجلال الدين والخوارزمية فاستنجد هو بالإفرنج، وكاتب الإمبراطور ملكهم من وراء البحر يستحثه للقدوم على عكا في صريخه، على أن ينزل له عن القدس. وبلغ ذلك إلى المعظم فخشي العواقب وأقصر عن فتنته وكتب إليه يستعطفه، والله تعالى أعلم.



يتبع 

يارب الموضوع يعجبكم 
تسلموا ودمتم بود 
عاشق الوطن 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق